نشرت الأخبار في الصفحة الرئيسية : طب وصحة يوم السبت 1429/10/12ه الموافق 2008/10/11م خبراً بعنوان "نبتة سانت جونز تعالج الكآبة كالأدوية الحديثة" وذلك بناء على ما قالته صحيفة ديلي ميل من أن الدكتور كلاوس ليند من مركز العلاج التكميلي في ميونخ بألمانيا استند في الدراسة التي أجراها بشأن هذه النبتة إلى 29دراسة، شملت خمسة آلاف و 489مريضاً يعانون من الكآبة بدرجة خفيفة إلى معتدلة. وقال ليند أن مستخلصات نبتة سانت جونز ربما يكون هناك مبرر لها، ولكن منتجاتها الموجودة في الأسواق مختلفة جداً لذا فإن هذه النتائج تنطبق فقط على الدراسات التي أجريت. ويقول أن دراسات أخرى حذرت من أن مستخلصات هذه النبتة قد تسبب الدوخه والتعب وتساقط الشعر، وقد تؤثر على فاعلية حبوب منع الحمل، مشيرة إلى أنه طلب من الأطباء عدم وصفها للأشخاص دون سن الثامنة عشرة خشية دفعهم للانتحار. وبعد إطلاعي على هذا الخبر فوجئت بهذه الدراسة عن نبات سانت جونز والتي لا يوجد فيها جديد فنبتة سانت جونز استعملت من آلاف السنين. أما فيما يتعلق بتأثيرها على الكآبة فقد كانت هناك دراسة إكلينيكية ( سريرية ) على 135مريضاً مصابون بالكآبة وأثبتت تلك الدراسة تأثير خلاصة نبات سانت جونز على الكآبة ونشرت تلك الدراسة للعالم Vorbach وزملائه في المجلة J. Geriar Psychiatry Neuro في 7أكتوبر 1994م. ثم عقب ذلك دراسة أكلينيكية تمت على 1757مريضاً بالكآبة وكانت النتائج مذهلة ونشرت تلك الدراسة في مجلة BMJ في شهر أغسطس عام 1996م ونظراً إلى أن نبتة سانت جونز من النباتات الهامة في العالم فإنني سوف أتحدث عنها بالتفصيل سواء من حيث وصفها أو من حيث محتوياتها الكيميائية وسبب تسميتها بهذا الاسم حيث أن بعض المعلقين على المقال ذكر لماذا سميت بهذا الاسم ؟ وسوف أتحدث أيضاً عن تأثيراتها ليس فقط على الكآبة بل عن تأثيراتها الأخرى الهامة وفي الأخير سوف أتحدث عن أنواع مستحضراتها الدوائية. تعرف نبتة سانت جونز بأسماء عديدة سواء بالعربية أو بالأنجليزية حيث تعرف بالعربية بحشيشة القلب والهيوفارقون وأفاريقون وحشيشة القديسين وأما بالأنجليزية فتعرف بالأسماء St. Johnصs Wort، Hardhay، Amber، Goat Weed، Klamath Weed، Tiplon Weed . أما الاسم العلمي لنبتة سانت جونز فهو Hypericum perforatum . ونبتة سانت جونز عبارة عن نبات معمر ذات جذامير غليظة وسيقان دقيقة ومنتصبة والجذوع خشبية القاعدة ولها خطان مستطيلان ظاهران. الأوراق غير معنقة وهي متقابلة على الأغصان بيضاوية الشكل وتحمل عدة نقط غددية سوداء تحتوي على صباغ أحمر. الأزهار صفراء زاهية وجميلة وموظبة بشكل ضمه نهائية، والصباغ يسبب حساسية في الجلد إذا تعرض من يستعمل العشبه للشمس. الموطن الأصلي للنبتة بريطانيا وأوروبا وتنمو برياً في كثير من أنحاء العالم. توجد في المروج وعلى ضفاف الأنهر وجوانب الطرقات وتفضل المواقع المشمسه والتربة الكلسية. ينمو بشكل طبيعي في جنوب المملكة. كما يوجد عدة أنواع من هذا النبات. والجزء المستخدم من هذه النبتة الأغصان المزهرة. نبات طبي استخدمت عشبة سانت جونز منذ أكثر من ألفي عام كنبات طبي واكتشفت إمكانياته العلاجية الأكثر ادهاشاً عام 1988م حيث اكتشف الباحثون في جامعة نيويورك وفي معهد ويزمان أن نبتة سانت جونز يؤثر بشكل جذري على فصيلة الفيروسات التي تتضمن فيروس نقص المناعة المكتسبة ( V I H ) المسئول عن متلازمة نقص المناعة المكتسبة ( الأيدز ). في القرن الأول الميلادي كان عالم الطبيعة الروماني بلين القديم يوصي بمزج هذا النبات مع الخمر للحصول على دواء جيد لمعالجة عضات الثعابين السامة. وكان الطبيب الأغريقي ديوسقوريد يوصي باستخدام هذا النبات خارجياً لعلاج الحروق وداخلياً كمدر للبول وكعلاج لعرق النسا والحمى المعاودة (الملاريا) وكذلك لإدرار الطمث. كما كان الإغريق والرومان يعتقدون أيضاً أن هذا النبات يحمي من أذى الساحرات. لقد اعتمد المسيحيون الاعتقاد الوثني بأن نبتة سانت جونز تطرد الأرواح الشريرة، فقد كانوا يحرقون كميات منه في نيران الفرح الذي يغمر الناس خلال أمسية عيد القديس يوحنا Saint-Jean وذلك لتطهير الهواء وطرد الأرواح الشريرة وتأمين محاصيل وفيرة. في القرن التاسع عشر كان Charles Millspagh وهو طبيب وعالم نبات مشهور يمتدح مزايا هذا النبات كعلاج للجروح. وفي القرن التاسع عشر كان الأطباء الانتقائيون الأمريكان يعتبرون هذا النبات علاجاً مفيداً للجروح وواقياً من الكزاز وكعلاج للهستريا واضطرابات الطمث. تحتوي هذه النبتة على فلافونيدات وأهم المركبات في هذه العشبة هي زيت طيار والذي يشمل الكارفيلين كما تحتوي على الهيبرسين وشبه الهيبرسين وروتين وهيبرين وكاتيكول وراتنج وبكتين وكولين ونورسيتين. الاستعمالات الدوائية : لقد كشفت دراسات حديثة أجريت في النمسا أن 67% من المرضى الذين يعانون من اكتئاب خفيف إلى معتدل تحسنوا عندما أعطوا مستخلصاً من هذا النبات. وقد أثبتت ذلك تجارب سابقة بينت أن العشبة جيدة للاكتئاب كما ذكرنا في مقدمة حديثنا عن هذه العشبة. وقد ثبت أن المركب الذي يعزى إليه التأثير في علاج الاكتئاب هو الهيبرسين بالإضافة إلى كونه مضاد قوي للفيروسات لدرجة أن أبحاثاً تجرى من أجل استخدامه في معالجة الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري Hiv والأيدز. كما بينت الأبحاث أن العشبة بأكملها فعالة ضد كثير من العداوي الفيروسية. وتعتبر هذه العشبة من أكثر الأعشاب الأوروبية قيمة من أجل الشكاوى العصبية ولطالما استخدمه العشابون كمقو من أجل القلق والتوتر والأرق والاكتئاب وبالأخص الاكتئاب المترافق مع سن الأياس. كما تعتبر العشبة مقوية للكبد والمرارة، والزيت الأحمر المستخرج من الأوراق مطهر ممتاز ويستخرج خارجياً لعلاج الجروح والحروق ولتفريج المغص وألم العصب ويمكن أن يؤخذ داخلياً للالتهاب المعدة والتقرحات الهضمية. لقد أثبتت الدراسات فإئدة هذه العشبة في علاج التبول الليلي الاإرادي خاصة عند الأطفال، وهذه الفاعلية هي من خلال الجهاز العصبي. كما تستخدم لعلاج بعض حالات الكآبة والقلق والاضطراب والكوابيس والأحلام المروعة عند الأطفال. كما يستخدم زيت العشبة لعلاج القرحة في المعدة حيث يستعمل بمعدل ملعقة صغيرة صباحاً على معدة خالية وأخرى عند المساء والاستمرار لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر. يجب عدم استخدام هذا النبات من قبل النساء الحوامل والمرضعات والأطفال تحت سن السادسة وعدم التعرض لأشعة الشمس لمن يستخدم هذا النبات. يوجد عدة مستحضرات مختلفة من نبات سانت جونز هي : نبات جاف كما هو، كبسولات من المركب هيبرسين 125مجم، 150مجم، 250مجم، 300مجم، 350مجم، 370مجم، 400مجم، 424مجم، 434مجم، 450، 500مجم، 510مجم . كما يوجد خلاصة وحقن بنسبة 1% وسائل بنسبة 300مجم لكل 5ملليلتر وسائل مخفف، ومحببات وأقراص 100مجم، 150مجم، 300مجم، 450مجم كما يوجد صبغة بنسبة 1- 10.أما فيما يتعلق بالأعراض الجانبية التي ذكرها الدكتور كلاوس وهي الدوخة والتعب وتساقط الشعر فإن هذا غير صحيح إذا استخدمت العشبة حسب الجرعات المحددة عدى الحساسية لمن يتعرضون لأشعة الشمس وهم يستعملون هذه العشبة.