* أكد معالي رئيس هيئة حقوق الإنسان الأستاذ تركي بن خالد السديري على أن مشاركة الهيئة في الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الانسان ياتي تأكيدا وتماشياً مع الشراكة العالمية، وتجسيداً لإسهامات حكومة خادم الحرمين الشريفين على المستويين الإقليمي والدولي للحفاظ على هذه الحقوق. و بين معاليه في حديثة ل "الرياض" ان الهيئة قد حذرت من "تسييس" قضايا حقوق الإنسان ولا تزال تحذر من ذلك، فاستخدام ثقافة حقوق الإنسان، كذريعة للتدخل في شؤون الآخرين او تحقيقاً لمصالح سياسية فهذا يعد في ذاته انتهاكاً لحقوق الإنسان، ونتمنى أن يعي العالم ذلك، والحقيقة ان هناك استجابة نسبية لهذه التحذيرات. وقال: أما بالنسبة للانتقادات التي تتعرض لها المملكة فيما يتعلق بحقوق الإنسان فنحن نهتم بها إذا كانت واقعية ونقوم بدراستها والاستفادة منها وهي محدودة وتتركز على مسألة الإتجار بالبشر والعمالة المنزلية. وأضاف: "ان هناك مشكلة حقيقة في عدم معرفة كثير من الدول الأوروبية لتاريخ و نشأة المملكة وعاداتها وتقاليد أبنائها مما يسبب سيلاً من الانتقادات والتي ليست في محلها في كثير من الأحيان ولكن نحن نحاول الاستفادة من كل الإمكانيات لتوضيح الصورة الحقيقية. وأشار بمناسبة الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن الهيئة حققت بعض النجاح منذ إنشائها في تحقيق نتائج ايجابية عديدة، وقد ساعد على ذلك تفاعل معظم مؤسسات المجتمع مع عملها الإنساني، مشيراً إلى أن هذا التفاعل يبعث على الأمل في تحقيق المزيد من الطموحات والتطلعات.. وفيما يلي نص الحوار: الاحتفال العالمي @ شاركت المملكة دول العالم الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان.. نود بداية التعرف على ابرز ما أعدته هيئة حقوق الإنسان السعودية لهذا اليوم وما تطمح لتحقيقه؟ - تأتي مشاركة الهيئة في هذا الاحتفال العالمي تماشياً مع الشراكة العالمية لدول مجلس حقوق الإنسان في الاحتفال بهذا اليوم وتجسيداً لإسهامات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين في تأكيد حقوق الانسان على كافة المستويات محلياً وإقليميا ودولياً وضمان حماية هذه الحقوق. ونحن في الهيئة عمدنا إلى استثمار هذه المناسبة الاهتمام بالجانب التوعوي والتثقيفي بحقوق الانسان عن طريق وسائل الإعلام مع التركيز على المعاهدات الدولية التي صادقت عليها المملكة وعلى القيم التي هي موجودة اصلاً في قيم مجتمعنا العربي. (انجازات الهيئة) @ احتفلت هيئة حقوق الإنسان مؤخراً بمرور ثلاث سنوات على إنشائها.. كيف تنظرون إلى أداء الهيئة خلال هذه السنوات الثلاث ومدى تفاعل المجتمع السعودي مع جهودكم؟ - حقيقة أن الثلاث السنوات الماضية من عمر الهيئة شهدت بعض الإنجازات وحققنا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى نتائج ايجابية ولكننا لا نزال نتطلع للأفضل. أما عن تفاعل الجهات الأخرى مع الهيئة فقد شهد مؤخرا تحسناً واضحاً وما زلنا نطمح للمزيد. ولكن استطيع القول أننا متفائلون لان المجتمع بمؤسساته الرسمية والأهلية بدأت تتفهم طبيعة عملنا الإنساني وتساعدنا للنجاح وهذا أهم ما نطمح إليه، لانه لا يمكن الحديث عن النجاح دون دعم جميع فئات المجتمع ومساعدتهم لنا لأن هدف الهيئة من الأساس هو خدمة المجتمع بجميع فئاته والمقيمون على أرضه . والهيئة معنية بصورة خاصة لسد ماقد يكون من ثغرات قد لا تلاحظها الأجهزة المعنية والمغمورة أصلا بالكثير من المهام والمسئوليات الإدارية والورقية التي لا حصر لها. (انتخاب المملكة في مجلس حقوق الإنسان) @ انتخاب المملكة ممثلة في هيئة حقوق الإنسان عضواً في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من عام 2006م.. ماذا يمثل لكم.. وهل ثمة دلالة لذلك؟ - انتخاب المملكة لمجلس حقوق الإنسان دليل واضح على ثقل دور المملكة في جميع المجالات وفاعليتها وتأثيرها في القرارات العالمية وهذا مصدر اعتزاز وتقدير، وثمة دلالة اخرى لذلك، وهي ان هناك رغبة لدى كثير من دول العالم لاستثمار ثقل المملكة في حماية حقوق الانسان على كافة المستويات ويحسب هذا بعد توفيق الله إلى وضوح سياسات الدولة وانحيازها لكل ما فيه خير وسعادة الانسان على اساس من الحوار الحضاري والتواصل الفاعل بين جميع الدول والشعوب. (ثقافة حقوق الإنسان) @ كيف تنظرون إلى ثقافة حقوق الإنسان بالمملكة، وهل ثمة جهود للهيئة في زيادة هذه الثقافة بين كافة شرائح المجتمع؟ - ثقافة حقوق الإنسان موجودة ومتأصلة في مجتمعاتنا من خلال تعاليم ديننا الحنيف وطبيعة مجتمعنا، وما نقوم به هو التذكير ببعض من هذه الحقوق التي أهملت أو تعرضت للتهميش والانزواء من قبل افراد وقد رفعنا للمقام السامي خطة كاملة لنشر هذه الثقافة، ولاشك انه كلما نمت ثقافة حقوق الإنسان بين جميع فئات المجتمع، كلما توفرت قدرات وضمانات حماية هذه الحقوق. (حصر الانتقادات) @ تتعرض المملكة من آن لآخر لبعض الانتقادات فيما يتعلق بحقوق الإنسان، بم تفسرون ذلك.. وما هي الآليات المتبعة للتعامل مع هذه الانتقادات؟ - بالنسبة للانتقادات التي تتعرض لها المملكة فيما يتعلق بحقوق الإنسان فنحن نهتم بهذه الانتقادات إذا كانت واقعية ونقوم بدراستها والاستفادة منها وهي محدودة وتتركز على مسألة الاتجار بالبشر والعمالة المنزلية خاصة، والدولة ممثلة في وزارة العمل تعطي هذا الجانب اهتماما يتجلى في استصدار الأنظمة واللوائح التي ستحد منها إنشاء الله . كما تثار دائما مسألة الحريات الدينية والكثير من المصادر تتفهم موقف بلادنا أثناء المناقشات التي تدور لكونها مهبط الوحي ومهد الرسالة مما يصعب معه تفعيل إنشاء كنائس ومعابد وبنيه على أرضها. ومما يؤسف له ان بعض وسائل الإعلام لا تتحرى الدقة والواقعية في كثير من الامور في هذا الشأن. (تسييس حقوق الإنسان) @ حذرتم أكثر من مرة من "تسييس" قضايا حقوق الإنسان أو استخدامها كذريعة للتدخل في شؤون الدول أو ممارسة أي ضغوط عليها.. فكيف ترون الاستجابة لهذه التحذيرات.. وهل ثمة دلائل واضحة لذلك؟ نعم حذرنا من "تسييس" قضايا حقوق الإنسان وما زلنا نحذر من ذلك فاستخدام ثقافة حقوق الإنسان كذريعة للتدخل في شؤون الآخرين او تحقيقاً لمصالح سياسية فهذا يعد في ذاته انتهاكاً لحقوق الإنسان ونتمنى أن يعي العالم ذلك والحقيقة ان هناك استجابة نسبية لهذه التحذيرات، تختلف باختلاف المتغيرات والظروف السياسية والاقتصادية.. لكننا نلمس وجود حالة من القناعة لدى كثير من الدول، بانه لا يجب استغلال قضايا حقوق الانسان سياسياً وأنها يجب ان تبقى في إطارها الانساني. (مواقف الدول الأوروبية) @ من الملاحظ أن عدم معرفة كثير من الدول الأوروبية بالأنظمة السعودية وتقاليد المجتمع السعودي.. تفتح الباب أمام انتقادات كثيرة فيما يتعلق بحقوق الإنسان.. من وجهة نظركم كيف يمكن التعليق على هذه المشكلة؟ - هذه مشكلة حقيقية وعدم فهم تاريخ ونشأة المملكة وعاداتها وتقاليد أبنائها يسبب سيلاً من الانتقادات والتي ليست في محلها في كثير من الأحيان ولكن نحن نحاول الاستفادة من كل الإمكانيات لتوضيح الصورة الحقيقية من خلال زيارة ممثلين من هذه الدول لنا فقد زارنا منذ إنشاء الهيئة أكثر من 200وفد وأكثر من 30سفيراً وكذلك من خلال مشاركتنا في مجلس المتحدة لحقوق الإنسان ملحوضا وقد وجد الجميع منا كل شفافية ووضوح، فليس لدينا ما نخفيه. وقد أعترف وفد منظمة مراقبة حقوق الإنسان ان بلادنا هي الوحيدة التي سمح لها فيها بزيارة كافة المناطق والمواقع من بين جميع دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا العربية. (التعاون مع مؤسسات المجتمع) @ هل ثمة تعاون بين هيئة حقوق الإنسان السعودية ومؤسسات المجتمع المدني في الخارج والداخل.. وما هي ابرز ثمار هذا التعاون؟ - هناك تعاون وثيق بين الهيئة وجميع الهيئات والمؤسسات الحقوقية داخل المملكة وخارجها وعلى رأسها الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان . وهدفنا دائماً الافادة والاستفادة من تجارب الآخرين، فنحن ما زلنا في البدايات ونحتاج أن نستفيد من خبرات الآخرين وقد اثمر تعاوننا مع هيئات ومؤسسات حقوقية في كثير من دول العالم عن تسهيل مهمة الهيئة في كثير من عملها ولله الحمد وداخلياً وجدنا من جميع مؤسسات المجتمع المدني كل تعاون وهناك مبادرات جيدة خاصة مبادرة الشيخ محمد عبد اللطيف جميل بدعم الأنشطة الحقوقية من خلال مذكرة التفاهم الموقعة بين الهيئة ومجموعتهم . وكذلك جمعية أواصر لرعاية السجناء وجمعية والدة الأمير ثامر بن عبد العزيز الخيرية وسواها. (مذكرات التفاهم) @ وقعت المملكة مذكرات تفاهم مع هيئات ووزارات المملكة داخل المملكة.. مثل وزارة الدفاع وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهيئة الرقابة والتحقيق . ورعاية الشباب والهلال الأحمر.. فماذا يمثل ذلك بالنسبة لكم ولقضايا حقوق الإنسان عموماً؟ - جميع المذكرات التي تم توقيعها تهدف إلى خدمة قضايا حقوق الإنسان وتجسيد التعاون بيننا وبين جهات المجتمع جميعها مما يتيح فرصاً اكبر للتواصل والتعاون المشترك وكلما تزايد حجم التفاعل بين الهيئة وقطاعات المجتمع الحكومية والاهلية تضاعف القدرة على تحقيق الاهداف والطموحات التي نسعى إليها. (السجناء السعوديون في الخارج) @ ما هو موقع قضايا السجناء السعوديين في الخارج في دائرة اهتمامات الهيئة؟ - السجناء السعوديون خارج المملكة هم جزء كبير من اهتمام الهيئة والحمد لله أنهم قلة وهناك متابعة لأحوالهم من قبل سفارات الدولة ممثلة بوزارة الداخلية والخارجية في تلك الدول. (استراتيجية الهيئة) @ على ضوء تجربة الهيئة ما هي ابرز الفئات التي تتعرض حقوقها الإنسانية للاعتداء أو الانتقاص.. كحقوق المرأة والطفل وهل ثمة إستراتيجية تتبناها الهيئة لحماية حقوق هذه الفئة أو تلك؟ - جهودنا تتجه لحماية حقوق جميع الشرائح في المجتمع من مواطنين أو غيرهم والهيئة تستقبل كل أنواع الشكاوى وتحرص على حماية كافة الحقوق بما في ذلك حقوق الطفل والمرأة والتي تحظى كغيرها باهتمام كبير من الهيئة وحكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين مهتمة بهذا الجانب وأصدرت التعليمات الخاصة بشأنها كان أخرها مكافحة العنف الأسري ولا أنسى الدور الكبير الذي تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية في هذا الشأن. (مكاتب استقبال الشكاوي) @ يرى البعض أن الهيئة بحاجة إلى زيادة عدد فروعها وحجم تواجدها في جميع مناطق المملكة.. فهل ثمة توجه لذلك في الفترة القادمة؟ - لا أرى أن هناك حاجة لزيادة الفروع في الوقت الراهن وقد يكون هناك توجه لفتح مكاتب لاستقبال الشكاوى ولكن نظراً لأنه ليس هناك حاجة لحضور المشتكي في معظم الأحيان لأننا نستقبل الشكاوى خطياً وبريدياً والكترونياً وعندما نرى هناك حاجة لفتح الفروع فلن نتردد في ذلك. علما أن الميزانية القادمة للهيئة ستمكننا من فتح فرع رئيسي في المنطقة الجنوبية وآخر في المنطقة الشمالية . وللإحاطة فقد تقدم للهيئة العشرات من المواطنين والمواطنات للتعاون مع الهيئة تطوعا في مختلف المناطق وستصدر لائحة خاصة بهم مع بداية السنة القادمة إن شاء الله.