أشار تقرير جديد إلى أن قطاع السياحة الأميركية قد يكون أحدث ضحية للأزمة المالية الأخيرة والأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعاني منها الولاياتالمتحدة. فقد أعلنت «جمعية صناعة السفر» الأميركية في تقريرها السنوي أن عدد الذين يتوقع أن يقوموا بزيارة الولاياتالمتحدة من الخارج في العام القادم سيبلغ 25.5 مليون شخص، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 3 بالمائة عن العام الماضي. وكان عدد من يزورون الولاياتالمتحدة قد سجل ارتفاعا جيدا في السنتين الماضيتين بعد انخفاض كان قد طرأ على صناعة السياحة الأميركية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، بسبب صعوبة الحصول على تأشيرات الدخول لزيارة الولاياتالمتحدة والإجراءات الأمنية التي أصبحت أكثر تعقيدا في نقاط العبور إليها بعد تلك الفترة. وكانت تلك الأرقام قد تحسنت في السنتين الماضيتين لسبب رئيسي هو انخفاض قيمة الدولار وهو ما جعل السياحة والتسوق في أميركا أرخص بكثير من أماكن أخرى، خصوصا أوروبا. ولكن المراقبين الاقتصاديين وخبراء السياحة يتوقعون لهذه الأرقام أن تنخفض مجددا، ويقولون إن السياحة ستكون إحدى الضحايا الجديدة للأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها الولاياتالمتحدة حاليا. ويقول هؤلاء إن ذلك يعني أن الكثير من قطاعات الخدمات الأميركية كالفنادق وسيارات الأجرة والسفن السياحية والمرافق السياحية الرئيسية، مثل ديزني لاند، ستعاني جراء هذا الوضع، ومعها ستعاني قطاعات خدماتية أخرى متصلة بهذه الخدمات والصناعات. ويشير هؤلاء أيضا إلى أن صناعة السفر الجوي الأميركية ستعاني هي الأخرى، ما يمكن أن يدفع شركات النقل الجوي الأميركية إلى خفض رحلاتها للخارج وخفض قدراتها بل وإيقاف بعض طائراتها عن العمل، وهو ما يولد ضغوط بطالة جديدة على الاقتصاد الأميركي بشكل عام. وكانت شركات الطيران الأميركية قد عمدت في الآونة الأخيرة إلى تخفيض عدد رحلاتها الداخلية في الولاياتالمتحدة غير المربحة ووقف خدماتها بالكامل إلى المدن الأميركية الصغيرة، وفي الوقت ذاته عمدت تلك الشركات إلى توسيع رحلاتها الدولية، مؤملة أن تحقق الأرباح خصوصا من بيع تذاكر درجتي الأعمال والأولى التي تصل الواحدة منها إلى ما بين 6 آلاف إلى 10 آلاف دولار للمسافر عبر الأطلسي. غير أنه يبدو أن صناعة السفر الجوي ستتأثر في العام القادم على مستوى عالمي، لا أميركي فقط. فقد أعلنت رابطة النقل الجوي الدولية التي مقرها جنيف مؤخرا عن توقعها بنمو السفر الجوي في العالم العام القادم بنسبة تصل إلى 3 بالمائة بدلا من 5 بالمائة كما درجت عليه هذه الصناعة خلال السنوات السبع الماضية، وهي السنة الأولى التي تنخفض فيها صناعة السفر الجوي منذ أحداث سبتمبر 2001. وقالت الرابطة إن عائدات صناعة السفر الجوي في العام الماضي بلغت 270 بليون دولار. وقال كبير الاقتصاديين في الرابطة برايان بيرز «إننا نقترب من الدخول في حال ركود عالمي. وهي حال تدفع الجميع إلى التقوقع وإلى الحذر أكثر.» ويتوقع المراقبون الاقتصاديون وخبراء السياحة في الولاياتالمتحدة أن تدفع هذه الأوضاع صناعات خدمات السياحة والسفر، وبضمنها الفنادق وسيارات الأجرة والمطاعم – بل وشركات الطيران، إلى خفض أسعارها التي كانت ارتفعت بقوة في الآونة الأخيرة بسبب نمو الاقتصاد الأميركي والعالمي معا. ويقول هؤلاء إن ما سيساعد شركات الطيران على خفض أسعار تذاكرها هو الانخفاض غير المتوقع – والكبير جدا – في أسعار الوقود مؤخرا. ويقول هؤلاء إنهم يتوقعون أن يؤدي خفض الأسعار هذا إلى جعل العام 2009 عاما مواتيا للسفر والاستجمام. ولكنهم يضيفون: «هذا لمن يستطيع إلى ذلك سبيلا»!!