غادر أمس الأول المتعافون مكةالمكرمة بعد أن من الله عليهم بأداء مناسك الحج عقب اسبوع من وصولهم إليها من مناطق الرياض والشرقية والقصيم وحائل وتبوك وأبها وخميس مشيط وحفر الباطن عبر رحلات منظمة رافقتهم خلالها "الرياض" التي رصدت ابرز اللحظات التي مرت على المتعافين خلال وجودهم في المشاعر المقدسة وحتى لحظة مغادرتهم البلد الحرام وهم يدعون الله عز وجل أن يوفقهم بالعودة مرة اخرى وذلك حمداً وشكراً لله الذي منّ عليهم بالتوبة والابتعاد عن سموم المخدرات التي خسروا بسببها سنوات من شبابهم، وكذلك خسروا أهلهم ومجتمعهم بسبب أنانيتهم بالبحث عن جرعات المخدرات دون النظر إلى كيفية أو طريقة الحصول عليها. (دعم البرامج) وقد حظيت البرامج الوقائية التي تقدمها المديرية العامة لمكافحة المخدرات لا سيما البرامج الايمانية ورحلات للحج والعمرة وندوات ومحاضرات تقوي الوازع الديني بدعم مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية رئيس الجمعية الوطنية لمكافحة المخدرات، وكذلك دعم صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود نائب وزير الداخلية، وكذلك دعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الذي يرعى بشكل مباشر جميع البرامج الوقائية التي تقدم للتائبين، إضافة إلى إشراف مدير عام المديرية العامة لمكافحة المخدر اللواء عثمان المحرج، وإدارة مباشرة من قبل مساعد المدير العام لمكافحة المخدرات للشؤون الوقائية الأستاذ عبدالاله الشريف. (الفرصة الأولى) وتميزت المرحلة التي حملت أكثر من مائة متعافي لأداء مناسك الحج بأنها خصصت للمتعافين الذين لم يسبق لهم أداء مناسك الحج نظراً لانشغالهم في الفترة الماضية بتعاطي المخدرات، وكذلك عدم قدرة البعض بعد التعافي من تأمين قيمة أداء مناسك الحج، والتي قامت المديرية العامة لمكافحة المخدرات بتأمينه لهم عن طريق حملة حج تعتبر من الحملات الكبيرة والشهيرة وذلك حرصاً منها على تقديم أرقى الامكانات لكي يشعر المتعافي أن هناك من يساعده وأن من أجل تجاوز نظرة (لكل شيء مقابل) والتي كان يتعامل من خلالها في مجتمع المخدرات الذي يسيطر عليه جشع المروجين وضعف المتعاطين الذين استغلوا جميع الحيل من أجل الوصول إلى الجرعة مهما كان الثمن أو المقابل أو الضحية التي ستكون هدفهم للحصول على هذه الجرعة المخدرة. "مجتمع التعافي" رحلة الحج الأخيرة رصدت من خلالها "الرياض" مدى استطلاعات البرامج الوقائية الايمانية من خلق مجتمع للتعافي يحارب مجتمع المخدرات المتفكك من الداخل بسبب الاطماع التي تغلب على مجتمع المخدرات بعكس ما يحدث في مجتمع المتعافين الذي ظهرت عليه المودة لاسيما في اللحظات التي يتحدث فيها كل متعافي عن الأيام السوداء التي كان يعيشها تحت حكم (المخدرات) دون قيم أو مبادئ يجلب عليه العمل بها أو المحافظة عليها. "الاحساس بالقيمة" ولعل الزيارة التي قام بها مدير عام المديرية العامة لمكافحة المخدرات اللواء عثمان المحرج لمخيم المتعافين في منى كان له كبير الأثر على المتعافين الذين قالوا ل "الرياض" إن هذه الزيارة اسعدتنا كثيراً وشعرنا بالقيمة التي نحن حالياً فيها ففي السابق كانت (مكافحة المخدرات) كابوساً يهدد في كل وقت، حتى أن المرور من أمام المديرية يعد أمراً في غاية الصعوبة من الناحية النفسية على المتعاطي. في ظل الخوف والقلق الذي يعيشونه بسبب الجرعات المخدرة. بعض المتعافين قال عقب زيارة اللواء المحرج أن كلمته التي ذكر خلالها اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية اشعرتنا بأهمية مواصلة العلاج من التعافي. لا سيما أن الدولة قدمت لهم الكثير من أجل عودتهم إلى أنفسهم وأهاليهم ووطنهم الذين يعيشون فيه تحت سيطرة المخدرات. "الدعاء للأمير نايف" مشاعر البكاء سيطرت على بعض المتعافين في المشاعر المقدسة لاسيما عند الوقوف أمام الكعبة في المسجد الحرام وكذلك لدى وقوفهم في عرفة، يقول عدد من المتعافين خلال لحظة الندم والتوسل إلى الله بالتوبة "لقد اخطأت في حق نفسي وفي حق والدي ووطني، وأنا حالياً اطلب السماح لهم ولقد خصصت دعاني في هذا اليوم الفضيل للأمير نايف بن عبدالعزيز صاحب القلب الكبير الذي احتضننا رغم أننا كنا جزءاً فاسد في المجتمع لافائدة منها، وذلك كله من أجل أن يحمينا من أنفسنا ويحمي مجتمعنا ووطننا من سوء اعمالنا". "تعارف المتعافين" وعقب انتهاء مناسك الحج ولدى حزم معظم المتعافين حقائب العودة تبادل البعض أرقام الهواتف، وطالب البعض زملاءه الآخرين بزيارته وتبادل الزيارات.