اعلنت باكستان أمس انها لن تسلم الهند اي مشتبه بهم في اعتداءات مومباي بل ستحاكمهم بنفسها عند الضرورة، مؤكدة في الوقت نفسه استعدادها لخوض حرب جديدة اذا قررت نيودلهي شن عملية عسكرية ولو محدودة الاهداف. وعمدت السلطات الباكستانية الخاضعة منذ السبت لضغوط شديدة من الهند وواشنطن، إلى اعتقال 16شخصا مرتبطين او مقربين من حركة عسكر طيبة الاسلامية الباكستانية المحظورة التي تتهمها نيودلهي بتدبير وتنفيذ اعتداءات مومباي. وبين الموقوفين ذكير الرحمن الاخوي وهو بحسب الهند احد المخططين الرئيسيين للاعتداءات التي اوقعت 163قتيلا. وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي في كلمة القاها في مولتان بوسط باكستان ان "هذه التوقيفات تتم في اطار تحقيقنا الخاص. حتى لو ثبتت التهم (الهندية) في حقهم لن نسلمهم إلى الهند". واضاف "سنحاكمهم بانفسنا بموجب القانون الباكستاني". وسلمت الهند إلى باكستان لائحة باسماء مشتبه بهم تطالب بتسليمهم، مهددة ضمنا باجراءات رد في حال لم تلب باكستان هذا الطلب. وسبق ان دارت ثلاث حروب بين القوتين العسكريتين النوويتين منذ استقلالهما عام 1947.وتضغط الولاياتالمتحدة على باكستان حليفتها الاساسية في "الحرب على الارهاب" لحملها على التعاون "بشكل تام" مع التحقيق، مع السعي في الوقت نفسه لتهدئة مشاعر الغضب في الهند مؤكدة بهذا الصدد ان باكستان التي تتعرض هي نفسها منذ 16شهرا لموجة غير مسبوقة من الاعتداءات ستقوم بكل ما ينبغي لمعاقبة المذنبين، وهو ما تعهدت به اسلام اباد مرارا. غير ان الصحافة الهندية تتداول منذ عدة ايام شائعات تتحدث عن توجيه الهند ضربات محددة الاهداف على معسكرات لتدريب المقاتلين الاسلاميين في الجانب الاخر من الحدود، في حال لم تتصرف القوات الباكستانية نفسها. وحذر قريشي "اننا لا نريد الحرب لكننا مستعدون تماما في حال فرضت علينا" مضيفا "اننا نعي مسؤولياتنا في الدفاع عن ارضنا". وختم كلمته "هذه رسالة واضحة: اننا نؤيد الصداقة ونتمسك بالسلام ونريد الاستقرار للمنطقة، لكن هذا يجب الا يفسر على انه ضعف". وهي اول مرة منذ اندلاع الازمة بين الهند وباكستان عقب اعتداءات مومباي، تتحدث اسلام اباد بهذه النبرة الحازمة. ورأت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لدى عودتها من مهمة خاطفة إلى البلدين سعيا لتهدئة التوتر بينهما، ان الاعتقالات التي جرت في الايام الاخيرة تشكل "بادرة ايجابية"، بحسب ما صرح المتحدث باسمها شون ماكورماك. كذلك قالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانيا بيرينو "لا شك ان باكستان قامت بخطوة ايجابية". والخطر بين البلدين جسيم بعدما كادت تندلع حرب رابعة بين القوتين النوويتين الجارتين بينهما اثر هجوم شنته وحدة من المقاتلين الاسلاميين في 13كانون الاول/ديسمبر 2001على البرلمان الفدرالي في نيودلهي واتهمت الهند حركة عسكر طيبة بالوقوف خلفه. ولم يتم تجنب الحرب آنذاك الا بفضل مساع دبلوماسية اميركية. وحذرت باكستان من ان ادنى تحرك عسكري هندي في اتجاه الحدود سيعني تلقائيا سحب قواتها من المناطق القبلية لاعادة نشرها على الحدود الهندية الباكستانية، ما سيثير استياء الولاياتالمتحدة التي تخوض معارك تزداد ضراوة ضد متمردي طالبان في افغانستان.