تتجدد ظاهرة احتطاب شجرة الأرطا في كل عام مع بدء دخول فصل الشتاء، رغم التحذير المتكرر من الجهات المسؤولة والعقوبات الرادعة التي تم فرضها على المخالفين حفاظا على البيئة ومنعا لانقراض هذه النوعية من الأشجار الصحراوية. هواة الاحتطاب يتوجهون أيام الإجازة إلى البراري وخاصة المناطق الصحراوية المشهورة بوفرة هذه الأشجار كمنطقة الدهناء ونفود الثويرات والقصيم وحائل وسكاكا وغيرها،حيث تعتبر شجرة الأرطا الأكثر رغبة لدى أغلب الباعة والمشترين على حد سواء لما تحويه من مميزات ورائحة لا تتواجد في شجرة غيرها. "الرياض" كان لها لقاء مع أحد الشباب الباعة الذي ذكر أن احتطابهم مع علمهم المسبق بالمنع والجزاءات والعقوبات المترتبة على ذلك يرجع لعدة عوامل أبرزها غلاء سعرها حيث يتراوح السعر من 1500الى 2000ريال للسيارة مما يكون محفز تشجيع لاستغلال هذه المناسبة الموسمية لبيع ما يمكن احتطابه وتكوين دخل موسمي مناسب يتوافق وهوايتهم، موضحاً أن غلاء أسعار حطب السمر والقيود المفروضة عليه،والمنافسة التي يجدونها من العمالة الوافدة المسيطرة عليه والشروط الواجب توافرها لراغبي الحصول على تصريح الاحتطاب،بالإضافة إلى ولع الاحتطاب والاستمتاع بالبراري،كلها أمور جعلت التوجه لاحتطاب شجرة الأرطا. وأضاف أن إيصالها للزبون يتم وفق تنسيق مسبق على الكمية المطلوبة وسعرها ومكان استلامها وغالبا ما يكون ذلك في الاستراحات بعيدا عن أعين الجهات المسؤولة، مشيراً الى أن الإجراءات العقابية التي تنفذها الهيئات المتخصصة وبتعاون الجهات الحكومية الأخرى قللت في الآونة الأخيرة من انتشار هذه الظاهرة وأصبحنا نرى عزوفا عن هذه المهنة.