قال السيد مايلز شو المدير الدولي لبرامج مواطنة الشركات بشركة أكسون موبيل أن المواطنة الحقيقية لدى الشركات ومسؤوليتها الاجتماعية تقع في المقام الأول على ما تقدمه لخدمة موظفيها والعاملين فيها بتوفير الأجواء الصحية وسلامتهم وتهيئة البيئة الوظيفية المناسبة لهم ، وبعد أن توفر الشركة لهم كل ما يتلاءم لهم من حقوق تتجه الشركات إلى تنفيذ برامجها في المسؤولية الاجتماعية خارج الشركة للمجتمع المحيط بها. كما بين السيد مايلز جوانب أخرى مهمة في المسؤولية الاجتماعية للشركات في المحاضرة التثقيفية التي نظمتها الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بعنوان "مواطنة الشركات"، التي تأتي في إطار الأنشطة التوعوية الثقافية التي يتبناها مجلس المسؤولية الاجتماعية بالرياض ، حيث تطرق إلى عدة محاور عن ماهية "مواطنة الشركات" أي مسؤولياتها تجاه الوطن والمواطنين، بما في ذلك التزامها تجاه العالم والبيئة والتنمية، وكذلك المقومات التي تحقق النجاح للشركات في أداء مسؤولياتها، وهي التزامها بالمواطنة وحماية البيئة وقوة الأعمال إضافة إلى الأسعار والإنتاج. وألقى السيد مايلز الضوء على برنامج شركة إكسون موبيل في "المواطنة" أو المسؤولية الاجتماعية، حيث أوضح أن الارتباط هو أهم عنصر في إستراتيجية الشركة الخاصة بالمواطنة، حيث يساعد الارتباط على تحديد العناصر ذات الاهتمام المشترك، وكذلك الالتزام بالنزاهة والأمانة والتواصل والشفافية، وهو أمر يعزز ويشجع الفهم والثقة والتعاون مع المجتمع والأفراد. وأشار مايلز إلى أن عناصر المواطنة تشمل المشاركة في التنمية المستدامة، وتحديد أولويات الاستثمار في المجتمع، والمحافظة على حقوق الإنسان، ومواجهة الفساد والرشوة، وضمان بيئة عمل مواتية تحافظ على الصحة والسلامة، وتطبق مبادئ عدم التفرقة بين منسوبي الشركة، هذا إلى جانب عناصر دعم توجهات الدولة والمشاركة في العملية السياسية. وأكد مايلز على أهمية عناصر الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي وأيضاً جهود الشركات في تعليم المستهلكين للسلوك البيئي السليم، كما حدد العناصر الخمسة للمواطنة بأنها تنمية المجتمع، الشفافية وحقوق الإنسان، الأداء البيئي، مكان العمل، حوكمة الشركات. وعن أهداف شركة إكسون موبيل من تبني برنامج " المواطنة " قال مايلز إن ذلك يأتي في إطار تعزيز المصداقية مع الجمهور، وتحسين سمعة واسم الشركة، وكذلك تعزيز الانتماء لدى العاملين فيها، موضحاً بأن الجمهور المستهدف من البرنامج هم المجموعات الخارجية أو الجهات المعنية بالمسؤولية الاجتماعية، وكذلك دائرة منسوبي الشركة والمتعاملين معها، وأيضاً صانعو القرار السياسي وقادة الفكر. وأكد المحاضر على أهمية إصدار تقارير دورية عن برنامج المسؤولية الاجتماعية، مشيراً إلى أن ذلك يدعم أعمال الشركة ويسهم في تقليل المخاطر، كما يسهم في تقديم الشركة في أفضل صورة لدى الجمهور، ويوضح مواقف الشركة تجاه المراقبين والمتخصصين، ويشجع الحوار مع المساهمين، كما يؤدي إلى تحقيق تطلعات المستثمرين وتوقعاتهم. وعن مجالات برنامج الشراكة في مجال المسؤولية الاجتماعية .. قال المحاضر .. إنها تتمحور في مجال الصحة والتعليم، ومن ذلك مبادرة الصحة لإفريقيا ومبادرة تعليم النساء والفتيات بما يسهم في تنمية المجتمع، وفي مجال التعليم أيضاً تبنت الشركة برامج لتدريب المعلمين من خلال مبادرة الرياضيات والعلوم وأنشأت أكاديمية أكسون موبيل للمعلمين. من جهته أكد الأستاذ عبد الله سليمان المقيرن نائب رئيس مجلس المسؤولية الاجتماعية بأنه يأسف على أن مثل هذه المحاضرة التثقيفية الهامة لكثير من الشركات التي لديها برامج في المسؤولية الاجتماعية لم تحظ بالحضور الذي يتلاءم مع حجم أهميتها ، مشيراً إلى أن وجودهم في هذه المحاضرة سيكون له الدور الكبير في تنمية فكر المسؤولية الاجتماعية وفي نفس الوقت سيكون لهم دور في طرح الأفكار والرؤى التي سيستفيد منها الجميع ، موضحاً بأنه تم إرسال آلاف الدعوات على الشركات بالإضافة إلى الإعلان في الصحف وعلى الرغم من ذلك لم يكن الحضور بالمستوى المطلوب. وبين المقيرن في إجابة على سؤال أحد الحضور حول الأسس الواجب توافرها لكي تنجح المنشآت في أدائها للمسؤولية الاجتماعية ؟ بأنه من المهم ألا تتخذ المنشآت قيامها بالمسؤولية الاجتماعية كوسيلة للدعاية أو المظهر الاجتماعي، كما أنه إذا كانت المنشأة في بداية أدائها للمسؤولية الاجتماعية فمن الأفضل أن تبدأ ببرامج تدريجية يمكنها أداء ها بنفسها مثل تدريب الموظفين والرعاية الاجتماعية لهم أو التفاعل مع أنشطة الحفاظ على البيئة. وأضاف المقيرن بأنه من الضروري على منشآت القطاع الخاص لضمان نجاح برامجها الاجتماعية بأن تضع أولويات لقضايا المسؤولية الاجتماعية دون ضرورة القيام بها دفعة واحدة، مع الأخذ في الأولويات بأكثر الأعمال صلة بأهداف المنشأة، والأخذ بمبدأ التعاون والتنسيق والتشاور بين المنشأة والمنشآت والمنظمات الأخرى ذات العلاقة للقيام بمشاريع مشتركة ذات أهداف متسعة للمجتمع ، والأخذ بالاستمرارية في تنفيذ مشاريع المسؤولية الاجتماعية وفقاً لقدرات المنشأة مع العمل على تنمية هذه المشاريع لتصبح على المدى الآجل كيانات كبرى، و أن يكون توجه المنشأة لأداء المسؤولية الاجتماعية نابعاً من قيم أخلاقية راسخة تبنى عليها الاستراتيجيات والخطط والأهداف. وفي سؤال لأحد الحضور حول قناعة القطاع الخاص بمسؤولياته الاجتماعية أجاب المقيرن بأن القطاع الخاص في المملكة لديه الرغبة في المساهمات الاجتماعية بل أن كثيراً من الشركات لديها برامج رائعة وقدمت خدمات مميزة لعدد من فئات المجتمع ، إلا أن الإدراك بمفهوم المسؤولية الاجتماعية بشكل علمي ومنظم مازال في بداياته لدى عدد من الشركات. وبين المقيرن بأن الغرفة التجارية الصناعية بالرياض قد أبرمت اتفاقية مع غرفة جدة للتعاون في برامج المسؤولية الاجتماعية ،وغرفة الرياض ماضية لإبرام اتفاقيات مع الغرف الأخرى في المملكة لخلق عملية ربط بين الغرف والتعاون بتنفيذ البرامج الاجتماعية وتبادل الخبرات وتطوير الأفكار.