احتلت التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي ضربت مدينة مومباي الهندية اهتمام العالم كله وهو ما أنذر بعودة الإرهاب وعملياته التخريبية مجدداً، ولكن قبل ذلك بثلاثة أشهر وتحديداً في شهر سبتمبر الماضي عرضت صالات السينمائية الهندية، فيلم الأكشن والإثارة الهندي (A Wednesday) والذي يتناول قصة مطابقة تماماً للأحداث التي جرت على أرض الواقع في الأيام القليلة الماضية، حيث يحكي الفيلم قصة رجل يقوم بالاتصال بشرطة مدينة مومباي الهندية ويخبرهم أنه قام بزرع خمسة قنابل في أماكن متفرقة من المدينة، وسيقوم بتفجيرها في نفس الوقت إذا لم يلبوا قائمة طلباته التي تضم إطلاق سراح أربعة من الإرهابين فوراً ومن دون قيد أو شرط! وهذا يفتح الباب للعديد من التساؤلات حول الفيلم وتوقيت عرضه القريب من ما جرى من أحداث، وأوجه الشبه الكثيرة منها أن الأحداث التي حدثت في الواقع، وفي الفيلم أيضاً، شهدتها مدينة مومباي المنكوبة، والقنابل المزروعة في أماكن متفرقة من مطاعم ومقاهي وفنادق وغيرها، وتوقيت تفجيرها المتطابق في الوقت نفسه، وعملية الرهائن وقصة الإرهابيين الأربعة وغيرها من قضايا قد توحي بأن ما حصل على أرض الواقع قد يكون تطبيقاً عملياً لما جاء في فيلم (A Wednesday) المثير للجدل فعلاً! فهل أوحى الفيلم الذي عرض قبل ثلاثة شهور من الآن للإرهابيين بفكرة الهجوم على مومباي؟ أم أن ما حدث فعلاً كان مخططاً ولكن عقلية صانع الفيلم ورؤيته استطاعتا النفاذ إلى المستقبل وتوقع ما سيصير إليه الوضع لو أن الإرهاب طال الأراضي الهندية؟ وهل سيربط الجمهور بين ما حدث في الواقع وفي الفيلم؟ أم أن ما حدث يراد فيه دائماً وضع طائفة معينة من البشر (والمقصود هنا المسلمون) في خانة الإرهابيين والمعتدين؟ يجدر الذكر بأن هذه ليست المرة الأولى التي تدخل السينما في قلب الصراع مع الإرهاب وتتنبأ بأحداث ضخمة تحصل فعلاً، ومن ذلك ما ورد في فيلمي (The Long Kiss Goodnight) عام 96من بطولة صامويل جاكسون وفيلم (swordfish) عام 2001من بطولة جون ترافولتا، واللذين ذكرا صراحة عن نية الاستخبارات الأمريكية افتعال تفجيرات ضخمة في داخل أمريكا من أجل إيجاد المبرر لغزو أعدائها في الخارج.