سرني كثيراً ما وجدته من ردود فعل كبيرة، مؤيدة لمقال الأسبوع الماضي، الذي تحدثت فيه عن دور مدرس التربية الفنية، في رعاية الموهبة وتوجيهها التوجيه السليم. ولعل أهم ردة فعل وصلتني، عند اتصالي بمدرسي التشكيلي جمال الدامغ، والذي زودني برقمه مشكورا ابن أخته الأخ عبدالعزيز، وعلى الفور.. بادرت بالاتصال لأتحدث مع أستاذي جمال وأشكره على ما قام به من اهتمام ورعاية وتوجيه، والذي بدا مسرورا وأكد على أن ما قدمه كان واجباَ تجاه أبناء بلده، كما أكد على أن ما قام به هو ما يحرص على فعله جميع معلمي التربية الفنية، وغيرهم من معلمي المواد الأخرى على اكتشاف المواهب وتوجيهها التوجيه السليم والصحيح، بحيث تتحقق رسالة التربية والتعليم. الدور الذي تقوم به (المدرسة) في رعاية المواهب واستشرافها للمستقبل، دور كبير من شأنه خلق جيل واعي، ومدرك لمواهبه وخططه، فالمدرسة هي المحرك والشريك الأساسي لبث طاقات الشباب نحو الشيء المفيد، وعلى المعلمين أن يدركوا ذلك جيدا، وان لم يستطيعوا المساهمة في البناء، أن يكفوا أيدهم عن المساس بالمواهب، بمعنى أن لا يكونوا سببا في تدميرها أو تحطيمها كما يفعل البعض منهم. أحب أن أذكر أن هناك اعتقاداً خاطئاً، على أن الموهبة، لا تكتشف إلا في فترة المدرسة، الأمر الذي قد يحرم الكثير من المواهب في الجامعات، من رعايتها والمساهمة في توجيهها، فمؤشرات الموهبة، قد تبرز أثناء مرحلة المدرسة، وهناك من تظل بذور الموهبة كامنة لديهم ولا ترى النور؛ إلاّ في المرحلة الجامعية، أو ما بعدها؛ ومرد ذلك إلى جهل البيئة المحيطة لعناصر الرعاية سواء البيت أو المدرسة، مما يستلزم التعرف والكشف المبكر عنها، وتقديم خدمات الرعاية المناسبة لها. وخلال ما سبق يجب الاهتمام بالموهوبين، سواء خلال مرحلة المدرسة، أو ما قبلها، أو خلال المرحلة الجامعية، أو في ما بعدها، وذلك بتقديم خدمات الرعاية لهم بإقامة البرامج الإثرائية، والمسابقات، والمعارض الفنية، ليتم صقل هذه المواهب وإبراز نتاجاتها للمجتمع من خلال هذه المناشط والمعارض التي تضيف إلى معارفهم، وتزيد من مهاراتهم، وخبراتهم وتعزز ثقتهم، حتى ولو كان مسار الموهبة مختلفا عن طبيعة المجال الأكاديمي الذي يدرسونه، وبذلك تكون الرعاية مستمرة مع الطالب منذ دخوله المدرسة، إلى أن ينخرط في الحياة المهنية. وهذا الكلام لا ينطبق فقط على المدرسة ومعلميها، أو الجامعة ومحاضريها، بل يتعدى ذلك إلى دور البيت والأهل كدور أساسي وهام في المساهمة في رعاية المواهب واحتوائها ومساندتها، أيضا لا نغفل دور المجتمع في عملية المساهمة والبناء من خلال تقبله ودعمه، بذلك تتحد وتتضافر الجهود يداً بيد، ولوناً بلون، وضوءاً بضوء.