المخدرات.. دقائق لذة موهومة.. وسنوات من الضياع تعددت الأصناف.. واختلفت التركيبات ولكن النهاية.. مأساة إنسان، وتشرد أسرة.. وضياع مستقبل.. تجار الموت يتفنون في تركيبها واطلاق المسميات ويزينون للمخدوعين آثارها.. نصحبكم في سلسلة تعريفية بأكثر المخدرات شيوعاً ونعرض في كل أسبوع نوع المخدر وعلامات تعاطيه وآثاره المدمرة. الحشيش: تعريفه ونشأته اسمه العلمي: كنابس ستيفال ال (cannabis satival)، ويستخلص الحشيش من قمة زهور نبات (القنب) وهي شجرة تنبت في المناطق الجبلية، وتكثر زراعتها في آسيا وشمال الهند وأفغانستان وتركيا ولبنان وعرف حديثاً في السودان ومصر، ويتم طحن النبات وضغطه في قوالب متماسكة تسمى (الطربة) ويباع بالجرام، ويرجع عمر هذه المادة قبل عام 2737ق. م وقد استخدمه الصينيون كمخدر في العمليات الجراحية.. وفي القرن الثالث عشر وصفه ابن البيطار على أنه يسبب التخدير، وفي القرن السادس عشر قام الأسبان بزراعة بذور القنب الهندي في تشيلي والبرازيل. وفي القرن السابع عشر قام الهولنديون بادخاله إلى جنوب أفريقيا. وفي عام 1840م قام الطبيب الفرنسي مورو دي تور بدراسة علمية للحشيش وآثاره الفسيولوجية على الإنسان. ويشيع استخدامه حالياً في معظم دول العالم ان لم يكن جلها. وتتمثل أهم مكونات الحشيش ذات التأثير الفعال في الحالة النفسية من مادة متطايرة يطلق عليها اسم تتراهيدرو كنابينول (Tetrahydro-Cannabinol). ويؤثر الحشيش على المخ خلال دقائق معدودة، فيحدث نوعاً من الاسترخاء والنشوة (الوهمية) لدى البعض وعند المبتدئين قد يحدث شعوراً بالخوف والرعب، وقد تحدث للمتعاطي بعض الهلاوس. وإضافة للأضرار الصحية للحشيش فإن له مضارَ أخرى اجتماعية واقتصادية لا تحصى، فغالباً ما يجتمع الأشخاص الذين يتعاطون الحشيش في عزلة عن المجتمع لكي يتسنى لهم الاستمتاع بهذا المخدر الضار. ومن أضراره الاقتصادية فهو مكلف على من يتعاطاه نظراً لارتفاع سعره، والذين يتعاطون الحشيش يدفعون مبالغ كبيرة من دخلهم لتأمين هذه المادة المخدرة مما يؤثر على دخله ودخل أسرته. وللاسف الشديد بأن هذا المخدر انتشر بين الشباب الخليجي فتياناً وفتيات.. فقد بدأ الملاحظون للتعاطي المخدرات في المجتمعات بأن الحشيش أصبح مادة سهلة الاستعمال وتتعاطاها الفتيات في الدول الخليجية بنسبة مرتفعة. وقد أثارت البحوث اهتماماً عالمياً واسعاً، بعد أن كان يشاع من قبل، من عدم وجود أضرار بعيدة المدى للحشيش. مما شجع على انتشار تعاطي الحشيش بين الشباب في أوروبا وأمريكا بعد حرب فيتنام في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات. والحشيش المصنَّع والذي يستخدم للتدخين هو أكثر أنواع الحشيش استخداماً حيث يتم خلطه مع التبغ ويتم تدخينه عن طريق لفه مع السجاير أو مع الارجيلة. والحشيش له أضرار ليس كما يظن البعض بأنه ليس مؤذياً وأنه لا يدمن عليه وقد يستطيع الاقلاع عنه متى ما أراد.. فهذا خطأ شائع، وقد يروج البعض بأن الحشيش يساعد على الإبداع ويوسع الخيال مما يدفع بضعفاء النفوس بتدخينه وهذه أيضاً شائعة غير صحيحة. الحشيش مادة مخدرة تؤثر على الدماغ بشكل كبير وتعاطي الحشيش يؤدي إلى ضمور في الدماغ والوظائف العقلية لمتعاطيه.