شهدت كل من منطقة جازان ، ومنطقة الحدود الشمالية، حدثين مهمين مع مطلع هذا الشهر، الأول: يتمثل في إطلاق عدد من المشاريع الإستراتيجية الصناعية بمنطقة جازان في مجالات جديدة لم تعرفها المملكة من قبل تشمل صناعة السيارات وبناء السفن كصناعات داعمة ومكملة لصناعة صهر الألمنيوم ومجمع صناعة الحديد في المنطقة، تحت إشراف الهيئة العامة للاستثمار، وبالتعاون مع مطوري مدينة جازان الاقتصادية شركة MMC الماليزية، وابن لادن السعودية وفقاً لجدول زمني محدد0 والحدث الثاني : توقيع الهيئة السعودية للمدن الصناعية عقود تنفيذ أول مدينة صناعية في المنطقة الشمالية بمدينة عرعر لكي تكون أحد الروافد المحركة لعجلة الاستثمار الصناعي السعودي من خلال استغلال الثروات المعدنية الطبيعية كالفوسفات والحجر الجيري والترسبات الطفيلية، وما تتميز به المنطقة من قرب للدول المجاورة مما يسهل عملية التصدير، وتوفير فرص عمل لأبنائها0 والحقيقة ما حدث يبعث على السرور والتفاؤل0 فالصناعة – باستثناء مجالات محدودة، وفي مناطق معينة - ظلت النشاط المفقود في الاقتصاد السعودي خلال العقود الماضية0 وإذا كانت هناك ظروف ومبررات، من أبرزها نقص الموارد البشرية المحلية المؤهلة0فهذه الظروف تلاشت في الوقت الحاضر مع التوسع في التعليم التقني في مجتمع أغلبه في سن الشباب، ويتميز بالنمو المضطرد، ومؤهل للحاق في ركب العلوم التطبيقية، إن اعتمد التعليم في هذا المجال على معايير الجودة العالمية0 وتدشين هذه المشروعات في تلك المناطق، يحقق رؤية القيادة بتحقيق التنمية المتوازنة0 وهي مرشحة للنجاح إن تركزت السياسات على تحفيز الشباب الانخراط في تلك المشاريع، كقوى عاملة، أو مستثمرة، بعد تأهيلهم وحمايتهم من المنافسة غير العادلة 0 فالصناعة هي البيئة المناسبة لنمو الابتكارات المحلية وتنميتها عندما تتحول من مجرد أفكار نظرية تقام لها الاحتفالات وتقدم لأصحابها الجوائز، إلى اختراعات قابلة للتطبيق الصناعي ، من الممكن أن تأتي بجديد في عالم الصناعة، وتضيف قيمة للاقتصاد الوطني0 ولنا في تجربة الزراعة، أثناء أسطورة الحوافز خلال العقدين الماضيين، خير مثال0 عندما تحول المواطن البسيط من سكان القرى والأرياف، وقتها، إلى مبدع في مجال الزراعة ، يستطيع من خلال الضغط على حاسبة الكترونية معرفة ماذا يحتاج الهكتار من بذور، وأسمدة، وماء ، ومقدار كمية الإنتاج على وجه التحديد، حتى لو طلب منه عدد بذور الإنتاج المتوقع من القمح لقدم ذلك0 وفي ظل تدفق الحوافز تلك، تفجرت طاقة استطاعت تقديم ابتكارات جديدة في مجال الزراعة، أو تطبيق جديد لوسائل معروفة0