ألقى الخبير في الشؤون الدولية وقضايا منطقة الشرق الأوسط في صحيفة (ليموند دبلوماتيك) الفرنسية الدولية الدكتور آلان غريش محاضرة بعنوان العلاقات الدولية على مشارف عصر جديد صباح أمس بمعهد الدراسات الدبلوماسية بالرياض بحضور عدد من المختصين. وتناول د. غريش خلال المحاضرة التي أُقيمت بدعوة من المعهد، التغيرات التي حصلت في العالم وفي العلاقات الدولية خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن الصراع في السابق كان بين الاتحاد السوفياتي والولاياتالمتحدةالأمريكية وبين الشرق والغرب، وبعد حرب الخليج عام - 9190م بدأ تفكير جديد بين المفكرين في أمريكا وبدأ التغير حتى في أمريكا نفسها. وأكد المحاضر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية من أكثر دول العالم إنفاقاً على سياستها العسكرية وتعادل ميزانية الحرب لديها نصف ميزانيات دول العالم، لافتاً إلى أن الهيمنة الأمريكية ستبقى خلال الفترة القادمة وستظل في العشرين عاماً القادمة الأهم في العالم مستشهداً في جانب الهيمنة بحربها بأفغانستان والعراق. وأوضح د. غريش أن الدول اليوم تلعب دوراً كبيراً على الساحة الدبلوماسية والسياسية كما في روسيا والصين والهند ودفاعهم عن مصالحهم الوطنية والقومية، مشيراً إلى عدم وجود دول تدافع عن أيدلوجية شاملة كما فعل الاتحاد السوفييتي سابقاً. ورأى المحاضر أن العولمة لم تحل المشاكل السياسية وتذيبها بين الدول بل إن الدول تدافع عن مصالحها السياسية حتى لو دخلت في علاقات في السوق الحر. وعاد د. غريش للحديث عن الدور الأمريكي في المنطقة مؤكداً أن أمريكا تنظر إلى منطقة الشرق الأوسط على أنها أهم جبهة والجبهة الأساسية للصراع معتقداً أن منطقة الشرق الأوسط ستكون خلال ال 30عاماً القادمة من أهم المناطق في العلاقات الخارجية. ولفت المحاضر إلى التدخل العسكري الكبير على الساحة موضحاً انه لم يحصل في أي وقت على مر التاريخ وجود تدخل عسكري كما يحصل الآن في أفغانستان والعراق أو وجود القوات الدولية في لبنان ودارفور وغيرها. وعرج د. غريش في محاضرته على مشكلة الأمن الغذائي والمائي مؤكداً أن في المملكة وفي دول أخرى حوار موسع على مشكلة الأمن الغذائي والمائي وزراعة الأرز والقمح متوقعاً وجود صراعات غير أيدلوجية على هذه القضية الأساسية بين الدول خلال العشرين عاماً القادمة لأن على الحكومات أن تؤمن الغذاء والماء لشعبها. ورأى غريش أن تعددية الأقطاب تنشئ صراعات متعددة وصراع الحضارات أحدها خصوصاً في العلاقة بين الإسلام والغرب حيث يشهد العالم حالياً وجهات نظر عديدة.