أكدت المملكة حرصها على توفير كل الامكانات لتطوير التعليم بجميع المراحل والتخصصات الدراسية وعلى رفع كفاءته وتوفير فرص تعليمية متكافئة للجميع بمستوى نوعي متميز من خلال العديد من المشروعات التي تشمل الجوانب التربوية والتعليمية كافة. جاء ذلك في كلمة المملكة التي القاها صاحب السمو الأمير الدكتور خالد بن عبدالله بن مشاري آل سعود نائب وزير التربية والتعليم لشوون تعليم البنات أمام الدورة الثامنة والاربعين للمؤتمر الدولي للتربية في جنيف أمس. وعد سموه مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام أحد أهم مشروعات التطوير النوعي للتعليم في المملكة بوصفه يشمل تطوير المناهج التعليمية وأعادة تأهيل المعلمين وأعداد القيادات التربوية وتحسين البيئة التعليمية وتعزيز الانشطة غير الصفية في ضوء سياسة التعليم في المملكة. واستعرض جهود المملكة في تحقيق مبدأ التعليم الجامع ليصل التعليم بجميع مراحله ومستوياته لكافة مناطق ومحافظات المملكة من الفئتين البنين والبنات ومنها توفير المكافات ووسائل النقل بالمجان للمتعلمين في المناطق النائية وتشجيع الفئات الخاصة من الاطفال على التعليم من خلال صرف الاعانات المادية. وأكد سموه أن المملكة حققت نجاحا كبيرا في تقليص الامية بين الذكور والاناث الى مستويات متدنية عن طريق أقامة برنامج لمحو أمية القاطنين في القرى والمناطق النائية بمسمى (مجتمع بلا امية) تواجد في المواقع التي يقطنونها ومنح البرنامج الدارسين شهادات اجتياز البرنامج ومكافات تشجيعية لحفزهم على الالتحاق بهذه البرامج والاستمرار فيها. وبين أن برامج التربية والتعليم شملت دور الاصلاح والسجون بهدف أصلاح السجناء وتزويدهم بسلاح العلم والحد من انتشار الجريمة. وأكد نائب وزير التربية والتعليم لشوون تعليم البنات أن برامج التربية الخاصة لفئات من الطلبة والطالبات الذين يعانون من بعض أنواع الاعاقة السمعية أو البصرية أو الفكري تحظى باهتمام المملكة وعنايتها مشيرا الى أنه تم افتتاح (38) برنامجا حديثا للاعاقة السمعية في جميع مناطق ومحافظات المملكة فيما بلغ العدد الكلي لمراكز السمع والكلام (18) مركزا وفي فئة الاعاقة الفكرية تم افتتاح أكثر من (362) برنامجا لطلاب التربية الفكرية في المراحل الدراسية الثلاث في محافظات ومناطق المملكة بجانب أكثر من (50) برنامجا لطلاب الاعاقة المتعددة وأكثر من (50) برنامجا للطلاب التوحديين. وأضاف كما وضعت برامج للاطفال ممن يعانون من بعض صعوبات التعلم حيث توفر لهم غرف مصادر تعليمية بالمدارس التي يلتحقون بها تشتمل على التجهيزات والمستلزمات التعليمية وبرامج الحاسب الالي التي يحتاجها هولاء الاطفال في دراستهم لمواد مقررة عليهم. ورأى سموه أن مناقشة المؤتمر موضوع التعليم الجامع طريق المستقبل يوكد أهمية التعليم للانسان أيا كان جنسه أو ظروفه الصحية أو الاجتماعية أو مكان أقامته مشيرا الى أن شمولية التعليم لكل أفراد المجتمع هدف حددته العديد من المنظمات الدولية وفي مقدمتها اليونسكو كما سعت العديد من الدول الى تحقيق هذا الهدف. وأعرب سموه عن اعتقاده بأن ما تحقق من أهداف التعليم للجميع والاهداف الخاصة بالالفية لم يكن متفقا مع الطموحات التي يسعى اليها الجميع معللا ذلك بظروف متنوعة وأسباب مختلفة خاصة بكل بلد. وأكد أن منظمة اليونسكو وهيئات الاممالمتحدة ذات العلاقة وغيرها من المنظمات الدولية والاقليمية تضطلع بدور مهم لمساعدة الدول على تحقيق أهداف التعليم للجميع من خلال دعم الدول الاقل نموا ومدها بالخبرة العلمية الفنية لوضع استراتيجيات ومبادرات قابلة للتنفيذ تساعد على التغلب على المعوقات التي قد ينتج عنها أسوأ الاخطار مثل الفقر وانعدام التنمية وتدني مستوى الوعي الصحي والغذائي وأشار سموه في هذا الصدد الى أعلان المملكة موخرا عن تخصيص (500) مليون دولار كقروض أنمائية لدعم مشاريع التعليم في الدول النامية عن طريق الصندوق السعودي للتنمية استشعارا منها لدورها الريادي على مستوى العالم وانطلاقا من اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بنشر التعليم على أوسع نطاق في الدول النامية.