قبل أيام انتهيت من قراءة رواية "بيرسابوليس" للمؤلفة الإيرانية - الفرنسية مرجان ساترابي، وأظن أني سأتذكر هذه الرواية طويلاً، فهي أول رواية (مرسومة أو رسومية) أقرأها في حياتي. الرواية المرسومة أو كما تسمى بالانجليزية (جرافيك نوفل) هي عبارة عن رواية تستخدم فيها الرسومات أو الصور لسرد الخبر مع كتابة بعض الحوارات والتعليقات، وهي أقرب ما تكون للمجلات الرسمية (كوميك) ولكنها أطول و أكثر عمقاً وبقاء ولا يتم بيعها في أكشاك الصحف كالأخيرة بل تجدها في المكتبات. ورغم أن هذا الفن يكاد يكون شبه مفقود في عالمنا العربي إلا أنه منتشر ومرغوب لدى العالم الغربي منذ النصف الأول للقرن الماضي.في بيرسابوليس نقرأ - أو عفواً - نشاهد الطفلة مرجان وهي تكبر في إيران خلال فترة الحرب وكيف هاجرت لاحقاً لأوروبا لتعود بعد سنوات لوطنها وتصطدم بالتغيرات التي حدثت. القصة مؤثرة وتحوي حساً كوميديا راقياً وباعتمادها على قصص جيدة السبك استطاعت أن تتصدر قوائم المبيعات. في العام الماضي تم تحويلها لفيلم رسومي طويل شاركت المؤلفة في إخراجه، الفيلم حصد عدداً من أكبر الجوائز العالمية منها جائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان والمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم رسومي.أحب القراءة منذ طفولتي، والفضل يعود في ذلك للصورة، فمجلة ماجد (وسأحدثكم عنها قريباً) كانت السبب الأول في شغفي بالقراءة هي ومثيلاتها من القصص المصورة. وقتنا هذا وقت صورة، والأفلام الرسومية أصبحت الأمتع لدى جميع الأعمار. فهل تكون الرواية المرسومة أحد الحلول التي قد تعيد أطفالنا وشبابنا/ شاباتنا وكبارنا إلى القراءة؟ أظن ذلك.