ذكر كريستوفر باوسيك، الباحث في معهد كارنيغي للسلام الدولي، في مقال نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونتور تحت عنوان "ما يجب فعله إزاء معتقلي غوانتانامو"، أن من أبرز أولويات الرئيس المنتخب باراك أوباما، هي أن يعيد التفكير في "الحرب على الإرهاب" من الألف للياء. وهذا يعني أن يفي بالوعد الذي قدمه أثناء حملته الانتخابية بإغلاق السجن العسكري الأمريكي في غوانتانامو، الأمر الذي سيكون رمزاً هاماً لإنجاز كبير تم تحقيقه. ويضيف الكاتب بأن إدارة الرئيس المنتخب أوباما في صدد خطة لجلب عشرات من المعتقلين إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لمحاكمتهم، إلا أن الكاتب رأى أنه ينبغي عليها أن تستعد أولاً لمواجهة عقبات عديدة. فالإدارة الأمريكية الحالية تشعر بالقلق من إغلاق غوانتانامو، حيث تخشى أن يعود السجناء إلى ساحة القتال بعد الإفراج عنهم، ومع ذلك تشير البيانات المتاحة خلاف ذلك. ويضيف الكاتب أن إدارة أوباما يمكن أن تتعلم مما فعلته المملكة العربية السعودية مع المحتجزين من إعادة تأهيل. فمنذ مايو الماضي، عاد حوالي 117مواطناً سعودياً من غوانتانامو، ليصل إجمالي عدد السعوديين المحتجزين هناك إلى أقل من 20، وحتى الآن لم يعد أي من هؤلاء المعتقلين السابقين إلى ساحة القتال. فبعد سلسلة من الهجمات الإرهابية بالمملكة العربية السعودية عام 2003، بادرت الحكومة السعودية بمساع طموحة واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب. وبالإضافة إلى الجهود الأمنية التقليدية، بدأت في انتهاج أيدلوجية جديدة لمكافحة مبررات العنف والتطرف داخل المملكة. ويتكون النهج السعودي الجديد الذي بدأ منذ بضع سنوات من ثلاثة عناصر: برنامج لحماية المواطنين من أن يصبحوا متطرفين ويلجأوا للعنف، وبرنامج لإعادة تأهيل يهدف إلى شجب العنف، وبرنامج الرعاية اللاحقة لمنع نكوص المعاد تأهيلهم وإعادة دمجهم في المجتمع. ولقد بدأت برامج مماثلة للنهج السعودي في سنغافورة وماليزيا ومصر وإندونيسيا، وفي العراق. ويضيف الكاتب أن من أهم أسباب نجاح البرنامج السعودي هو الدعم الاجتماعي واسع النطاق للمعتقلين وعائلاتهم. حيث تستخدم السلطات السعودية العوامل الثقافية التقليدية مثل الإشراف والالتزامات الاجتماعية القوية لمنع نكوص المعاد تأهيلهم. ويضيف الكاتب أن معتقل غوانتانامو يضم عدداً كبيراً من المعتقلين اليمنيين الذي يصل عددهم إلى 101معتقل، وهو العدد الأكبر لمعتقلين من بلد واحد.