لله ما أخذ.. وله ما أبقى قال الله تعالى: (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور). ودع حي العامرية في الخشيبي بمنطقة القصيم العم الفاضل الشيخ صالح بن عامر الشدادي إمام مسجد الحي الذي انتقل إلى مولاه في صباح الأحد الموافق 1429/11/11ه بعدما أم المصلين في صلاة الفجر إثر نوبة قلبية لم تمهله طويلاً. لم يصلني نبأ رحيله إلا قبل ظهر الأحد بساعات ولم يكتب الله لي الصلاة عليه والمشاركة في دفنه لوجودي في الرياض فعند وصولي ومواساتي لأبنائه وعند دخولي وجلوسي في مجلسه لم تفارقني صورته من مخيلتي ومكانه المعروف في مجلسه ولم أصدق أنه رحل إلى مولاه وترك هذه الدنيا، ولكن هذا قضاء وقدر.. فالتزمت الصمت مسترجعاً الماضي فمنذ صغري كنت قريباً منه رحمه الله استفدت من نصائحه بعد والدي التي احتفظ بها لنفسي واستفاد أيضاً غيري، حيث اعتبره رحمه الله وأسكنه فسيح جناته مدرسة دينية وشعرية فكان يأمر بالمعروف والخير ومجلسه مفتوح بعد المغرب من ضمن جيرانه يرحب بالصغير قبل الكبير يسأل عن الغائب ويهلي بالحاضر كان رجلاً متواضعاً، الناس عنده سواسية يتسم الخير بالجميع. ذكر الله دائماً في لسانه لا تمل الجلوس عنده. "رحم الله أبا نواف وأسكنه فسيح جناته" متعب نواف أبا الشيوخ فجيعة (فهد الشايع) أدمت القلب بحرقة لا إله إلا الله والحمد لله لا إله إلا الله والله أكبر. ينعقد اللسان عن الكلام وتعجز الكلمات عن التعبير ويقف العقل حائراً! هل الدنيا تستحق منا كل هذا العناء، هل الدنيا قصيرة إلى هذا الحد، ألا تفرق بين الشيخ الكبير والطفل الصغير؟ هل تمهل من أقبل على زهرة شبابه؟ هل وقف الموت على باب الجميع؟ أسئلة لا تنفك عن عقلي!! إن الحياة مليئة بالمسرات التي سرعان ما تنقلب إلى حسرات يملؤها الهم والحزن الشديد مصيبة ما أعظمها، حدث أقض مضاجعنا خبرٌ لم أتمن سماعه، يوم الأربعاء 1429/3/18ه وافت المنية ابن خالي الغالي (فهد بن دخيل الشايع) شابٌ في بدايات حياته، فجيعة مؤلمةَ!! أبكت القلب بحرقة!! ما أصعب اللحظات التي تتلقى فيها خبرا فقد عزيز أو قريب، بعد صلاة المغرب الهاتف يرن.. حديث لا يسبقه مقدمات صوت متحشرج يكسوه الحزن ويعلوه البكاء، ابن خالك توفاه الله انتقل إلى رحمة الله عز وجل، لا إله إلا الله والله أكبر، إنا لله وإنا إليه راجعون، لم تحملني قدماي جلست بين مصدق ومكذب، أنا أحلم! أتمنى ذلك متى أفيق من هذا الكابوس المزعج؟ لا إنه ليس كابوسا إنها حقيقة، كيف ذلك؟ إنه يعيش زهرة شبابه، يمشي في هذه الدنيا والحياة أمامه، نعم الخبر صحيح رحل إلى ملاقاة ربه، آمنا بقضاء الله وقدره لا حول ولا قوة إلا بالله إنها سنة الله في خلقه. اللهم أغفر ل (فهد الشايع) غالينا وغالي والديه، اللهم أرحمه وعافه واعف عنه ووسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أونس وحشته في قبره واجعل قبره روضة من رياض الجنة وجميع المسلمين يا مجيب الدعاء اللهم آمين. ماجد بن حمد البراهيم جنوبية سدير رحيلك أضنانا.. يا ثريا عامٌ من الحزن مر على رحيلك يا ثريا.. ذلك الرحيل الذي أضنانا جميعاً.. والدتك وإخوتك وأخواتك ومحبوك. رحيلك عطل أيامنا.. أعيادنا.. أفراحنا.. وبرحيلك ضرب الحزن أوتاده في قلوبنا.. وانهارت أبراج الفرح في نفوسنا.. واستحالت ضحكاتنا ليلٌ بلا قمر.. وحياة داخل قبر.. صداها في الآفاق نشيج حزن. رحيلك.. جاء معلناً نهاية معاناة سنوات عجاف مع المرض الخبيث الذي هجم عليك في مقتبل عمرك.. وربيع شبابك.. وفتك بجسدك الغض.. وسلب أفراحك وآمالك.. واغتال فرحة تخرجك من الجامعة.. وحول من باقة أحلام إلى طلل.. وأدخلك ميدان حرب ضروس.. لتبدئي رحلة علاج شاقة سبع سنوات مقفرات بين الرياض وهيوستن.. تفاصيلها جمرات تتلظى.. لتنتهي بك راضية مرضية إلى جوار رب كريم. إن مرضك ومعاناتك الطويلة قد تركت في حياتنا مساحات حزن كبيرة.. وذخرت قلوبنا بأنات ألم مريرة.. وحفرت في نفوسنا نقوش انكسار لن تندثر.. وكان فقدك مفجعاً وموجعاً.. لنا.. ولوالدتك التي لا تمر ليلة أو مناسبة إلا ودمعها ينهمر ولسانها يلهج بالدعاء لك.. كيف لا وقد كنت وردة يانعة عاشقة للحياة.. لكنها ذبلت بين أسوار المرض وسجن الأدوية.. فإلى الله المشتكى.. وبقضائه وقدره آمنا. ثريا.. وقفات كثيرة في حياتك كنت فيها نعم الصابرة المحتسبة. كم كنت صابرة.. وأنت تكابدين رحلة العلاج الشاقة وما فيها من علاج كيميائي قاس أليم.. وعمليات جراحية طويلة.. بنفس مفعمة بالأمل والرجاء بالشفاء.. كم كنت صابرة.. وأنت لا تعرفين للنوم طعماً.. وبكاؤك وأنينك من شدة الألم يشق سكون الليل الطويل.. وقد عجز الأطباء وما صرفوه من دواء عن تخفيف آلامك.. أيمكن أن ينسى إخوتك ومحبوك صورتك وأنت محمولة على الاكتاف.. كلٌ يتسابق للمشاركة في تشعييعك إلى مثواك الأخير! أيمكن أن ننسى الجموع الغفيرة رجالاً ونساءً جاؤوا يعزون بوفاتك! أيمكن أن ننسى قبرك القريب من منزلنا! ثريا.. لن ننساك ما حيينا ولن ننسى كل من وقف معنا.. جزاهم الله خير الجزاء.. وجعلك راضية مرضية ورحمك رحمة واسعة.. وأدخلك فسيح جناته.. وجبر مصابنا بك. أختك: لطيفة محمد الدعيج