*أعلم أن خسارة المنتخب الوطني من كوريا الجنوبية كانت قاسية، وأن لاعبي منتخبنا لم يقدموا المستوى الذي يشفع لهم بتحقيق نصر قوي يثبِّت أقدامهم في صدارة المجموعة، ويجعلهم قريبين جداً من التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الخامسة على التوالي خاصة وأن المواجهة جمعتنا بأكثر المنتخبات ترشيحاً على أرضنا وبين جماهيرنا الكبيرة ووسط أجواء من اللحمة والمؤازرة على كافة الأصعدة غيءر أن كرة القدم تحتمل كل الخيارات والفوز مطلب جميع المنتخبات، وكما تفوقنا على الكوريين سنوات طويلة تمكَّنوا هم ليلة الخميس من الاستفادة من عوامل مختلفة، وظروف قاهرة اعترضت الفريق السعودي منها ما سبق اللقاء بغياب المصاب ياسر القحطاني، والموقوف سعد الحارثي في الجانب الهجومي وهما اللذان أثرا بوضوح على الأداء السعودي العام، وشجعا دفاع الخصم على الحدِّ من المهاجمين الصاعدين الذين يظهرون للمرة الأولى في محفلٍ هو الطريق للمونديال ومنها كذلك ما له علاقة بالوضع الذي بدا عليه اللاعبون من أخطاء لا تُغتفر في التمرير، وسهولة في فقد الكرة، ولياقة ضعيفة انكشفت في الربع ساعة الأخيرة التي شهدت حسم الكوريين للمباراة خاصة الهدف الثاني الذي تفرج على سيءر قصته لاعبونا حتى اهتزَّت شباك وليد عبد الله. ويبقى الحكَم السنغافوري عبد الملك بن عبد البشير عاملاً مؤثراً في تغيير موازين المباراة حين حوَّل احتساب ركلة جزاء سعودية صريحة وطرداً مُفترضاً للحارس لي وون جاي إلى ركلة مرمى وطردٍ للمهاجم نايف هزازي بداعي التمثيل!!. كنَّا نفتقد للاعبي الخبرة، والتدخل العاجل من قبل ناصر الجوهر بدليل أن دخول مالك معاذ ومعه حسن الراهب ساهم في تنشيط الهجوم، وأحدث خطورة رغم النقص. الجماهير السعودية اعتادت منذ عشرين عاماً على بلوغ نهائيات كأس العالم، واعترضتء منتخبنا في محاولاته الأربع الناجحة آخر المطاف الكثير من العقبات التي تجاوزها وسجَّل معها حضوراً دائماً في المحفل العالمي، والخسارة الأخيرة صعوبتُها تكمن في كونها أمام جماهيرنا ومن منافس قوي خطف ثلاث نقاط جعلته وحيداً في الصدارة لكنَّ المهم اليوم أن نتعاملَ مع الموقف بهدوء، وندركَ أن الفرصة لا زالت مواتية، والعودة للمنافسة متاحة بدءاً من مواجهة كوريا الشمالية في بيونج يانج في الحادي عشر من فبراير المقبل والتي ستشهد عودة النجوم واكتمال الخارطة السعودية والأمل أن يتمَّ معالجة الأخطاء بالذات الدفاعية منها، واختيار لاعب مناسب في منطقة الظهير الأيمن يجيد تنفيذ الشِّق الهجومي كما هي الواجبات الدفاعية و العمل على تطوير الجانب اللياقي وخوض مباريات قوية مناسبة فالمنتخب الكوري الجنوبي واجه قطر ودياً المشابه لأدائنا بينما لعبنا نحن مع البحرين!!.