ناشدت والدة الفتاة التي أراد والدها أخيرا تزويجها من رجل سبعيني محكمة القطيف الكبرى التي ستنظر ألأربعاء المقبل في قضية ابنتها بضرورة عدم تسليمها للأب ونزع ولايته، وبخاصة أن الفتاة ( 14عاما) التي لا تريد الزواج في الوقت الحالي تزداد معاناتها النفسية مع اقتراب موعد الجلسة. وعلمت "الرياض" التي نشرت تفاصيل قضيتها أن وديعة انهارت في شرطة محافظة القطيف بعد أن تم تحضيرها يومي الأثنين والثلاثاء الماضيين كي يتسلمها أبوها تطبيقا لحكم صدر قبل إبطال عقد زواجها من السبعيني من قبل قاضي دائرة الأوقاف والمواريث الشيخ سعيد المدلوح. وعن الرأي الشرعي قال المدلوح: "إن عودة البنت لأبيها مشروطة بأهلية ولاية الأب، فإن كان موفرا للعدل وغير ظالم، فشرعا تعود إليه"، مشددا على أن الإجبار في الزواج لا يصح. ولا يعتبر يوم الثلاثاء الماضي عاديا لدى وديعة التي رفضت قطعيا أمام الجميع ذهابها مع أبيها، إذ قالت: "انه يضربني ويهينني ويريد تزويجي عنوة من رجل مسن"، مضيفة "على جميع المسؤولين أن لا يسلموني له لأني لن أستطيع الحياه معه، ومع زوجته التي تتعمد إهانتي وضربي وانتهاك خصوصياتي". إلى ذلك تنظر هيئة حقوق الإنسان في قضية الفتاة التي توجهت لمقر الهيئة في مكتبها في مدينة الدمام لتخبرهم بتفاصيل قضيتها وحياتها في منزل والدها، إذ أطلعت الهيئة على الأساليب التي مارسها والدها وزوجته معها، مشيرة إلى أنها لم تستطع المذاكرة، وذكرت أنها حاولت أن تتخلص من حياتها غير مرة نتيجة للضغوطات النفسية التي عاشتها مع أبيها. وتشير والدة وديعة التي رافقت ابنتها لمقر الهيئة إلى أن ابنتها عاودت الدراسة بعد أن رجعت لتعيش معها، بيد أن أكثر ما يقلقها في الوقت الحالي يكمن في محاولة الأب الرامية لإرجاعها له بناء على حكم يقضي بتسليمها، وفي هذا الصدد قال عم الفتاة: "ليس من العدل أن يأخذ أخي ابنته لأنه لم يحسن التصرف معها، وأساليبه التربوية ليست بالجيدة على الإطلاق"، مضيفا "عليه أن يدع البنت وشأنها كي تكمل تعليمها وتعيش حياتها ويعيش هو حياته مع زوجته"، رافضا في شكل قطعي تسليم ابنة أخيه لأبيها، وأضاف "كيف تسلم لرجل حاول أن يبيع ابنته من أجل المال". في إشارة إلى أن ما حصل من أمر الزواج لا يعدو صفقة عقدها الأب مع الرجل السبعيني. يشار إلى أن القضية التي ستنظر في محكمة القطيف الكبرى تلقى اهتماما كبيرا من قبل الرأي العام في البلاد، وبخاصة أن الفتاة ترفض الزواج وترغب بإكمال تعليمها في المدرسة كباقي الفتيات.