تواصل فرق الدفاع المدني بعنيزة بمشاركة عدد من القطاعات الحكومية (بلدية عنيزة وإدارة النقل وفرع وزارة المياه) في البحث عن غريق وادي الرمة الذي جرف الوادي سيارته الجمعة قبل الماضي،وما زال البحث جاريا عنه وحتى ساعة إعداد الخبر عصر أمس الأحد ولم يتم الكشف عن مكان السيارة والمفقود.. ال (الرياض) تواصل رصد الحدث على مدار الساعة في موقع البحث بالقرب من وادي الجناح شمال عنيزة، والتقت عم المفقود الأستاذ إبراهيم الرعوجي والذي ظهر عليه الإرهاق الشديد إثر تواجده طوال اليوم في الموقع لمتابعة عملية البحث، حيث قال: أقدم الشكر لجميع القطاعات الحكومية من الدفاع المدني وبلدية عنيزة وكافة القطاعات المشاركة، وهم الآن يبذلون كل ما لديهم من عمل وجهود كبيرة (حسب قدراتهم وإمكانياتهم) في البحث عن ابن أخي وادعو الله تعالى بأن تكلل هذه الجهود بالتوفيق وأن يتم إيجاد الفقيد بأسرع وقت ممكن.. من جانبه قال رئيس فرق العمل في البلدية الأستاذ عبدالرزاق العوهلي والذي يباشر العمل في الموقع منذ ساعة وقوع الحادث أن جميع إمكانيات البلدية تحت تصرف الدفاع المدني ونحن نعمل معهم وتحت توجيهاتهم للبحث عن المفقود، حيث تتواجد العديد من معدات البلدية وخاصة المعدات الثقيلة (البكلين) حيث تم الانتهاء من عملية حرف مجرى الوادي للجهة الجنوبية وبدأت عمليات شفط المياه من الموقع المتوقع وجود السيارة، بمشاركة وجهد متميزة للأستاذ إبراهيم الهقاص الذي يملك خبرة كبيرة في التعامل مع مثل هذه الظروف من عملية الردم والحفر.. كما شاركت بلدية عنيزة وفرع وزارة المياه في أعمال شفط المياه من الوادي، إضافة إلى استعانة الدفاع المدني بفريق متخصص من فرع وزارة المياه بعنيزة مزود بأجهزة للكشف عن المعادن في الوادي.. مدير الدفاع المدني بالقصيم العميد فهيد الفايدى قال إن أعمال البحث عن المفقود تتم على مدار الساعة، وأشار إلى أن الجهود متواصلة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة مشيراً إلى أن الدفاع المدني استعان بأجهزة للكشف عن المعادن من فرع وزارة المياه بعنيزة، موضحاً أن الصعوبة تكمن في أن الوادي يجرف العديد من القطع الحديدية والمعدنية، إضافة إلى أن الأجهزة لها قدر معين من المسح بسبب كثافة المياه والطين الأمر الذي يسبب عدم إعطاء قراءة دقيقة لموقع البحث.. من جانبه أوضح الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة القصيم الرائد إبراهيم ابا الخيل أن عمليات البحث تسير وفق الخطط والاستراتيجيات المرسومة مضيفاً أن سرعة جريان مياه الوادي وطبيعة المنطقة التي سقط فيها المواطن هي التي أعاقت عمليات البحث سابقا وأن أي خطوة يتم تنفيذها لا تخضع لاجتهادات فردية أو عواطف شخصية، إنما تقوم وفق خطط مرسومة وخبرات سابقة، ولهذا فقد تم تطبيق خطط بديلة منها تحويل مياه الوادي عن منطقة البحث وتقسيمها إلى مناطق صغيرة ومن ثم سحب المياه لمواصلة عملية البحث.. وحول عدد المشاركين في عملية البحث قال الرائد إبراهيم ابا الخيل بأنه يشارك في عملية البحث (32) ضابطا وفردا بتخصص سباحة وغوص يساندهم مجموعة من الضباط والأفراد وسائقي المعدات..وعن جدوى الاستعانة بفرق من الدفاع المدني بمناطق أخرى أوضح بأن مديريات الدفاع المدني تطبق خطط إسناد واضحة في مثل هذه المواقف وأنه في إطار تلك الخطط فقد تم مساندة منطقة القصيم بغواصين من مديرية الدفاع المدني بمنطقة الرياض وكذلك من مديرية الدفاع المدني بمكة المكرمة مضيفاً أن الدفاع المدني لن يدخر وسعاً في سبيل نجاح عملية البحث وأن التنسيق جار ومتواصل مع كافة الجهات ذات العلاقة. وفي ظل التغير المناخي العالمي قد يتكرر جريان الرمة أكثر من مرة خلال الموسم وفي الوقت نفسه تتكرر معه حوادث الغرق أو محاصرة السيول للأفراد والقرى والطرق مما يشكل ثقلاً على الدفاع المدني والجهات المعنية في هذا الاتجاه لذا تضع صحيفة ال(الرياض) عددا من الاقتراحات ومنها: دعم الدفاع المدني بوحدة خاصة وعالية التدريب وتملك أحدث الأجهزة العلمية ووسائل الإنقاذ ويكون مركزها الرياض وتتدخل بشكل سريع في أي موقع في المملكة عبر طائرات عمودية.. وإنشاء وحدة علمية (مترولوجية) تتبع الدفاع المدني لتكون إنذارا مبكرا للدفاع المدني في مواجهة مثل هذه الظروف. كما أن الرياض تلفت النظر إلى وجود جهاز (برمودا) وهو جهاز متطور جداً وخاص في مثل تلك الظروف، حيث يستطيع كشف الحديد والمعادن داخل الأرض وفى عمق الأودية والشعاب والمستنقعات ويقوم بأعمال البحث والمسح لمسافات أمامية بشكل دائري بجميع الاتجاهات لمسافة تقدر ب( 5كم2) إلى جانب الدقة المتناهية في تحديد عمق الأهداف لمسافة عمودية أرضية (60م) إضافة إلى قدرته الدقيقة على قياس حجم المستكشف داخل باطن الأودية.