"أنتِ طالق" كلمة يرى فيها المختص النفسي إذاء نفسياً كبيراً على نفسية المرأة، وبخاصة ان استمر الزواج لأكثر من عقد، وتؤكد غير امرأة طلقت أخيراً أن أطفالهن (أقل من 8سنوات) لا يعيشون حياة سوية كأقرانهم المستقرين في أسرهم. ورغم أن كلمة "طالق" لا تتكرر أكثر من ثلاث مرات كحد أقصى، إلا أنها تكون كسكين تمزق لحم المرأة إن لم تختر هي الطلاق، بيد أن نساء اخريات يؤكدن على أنها قد تكون خلاصاً من كابوس عشنه طوال سنوات عدة. وتعيش مطلقات حياة وصفنها ب "البائسة والمظلمة" إذ ترى نرجس علي ( 33عاماً) أن أساس المشكلة يكمن في النظرة الاجتماعية للمطلقة، ف "هي المخطئة بنظر الكثير من المقربين لها ناهيك عن أفراد المجتمع"، مشيرة لظلم المرأة من ناحية تحميلها المسؤولية لحد كبير فيما آلت له الأمور، وتقول: "حتى وإن كان زوجها عنيفا، أو يتصرف بطريقة غير لائقة معها تكون هي المخطئة، وما عليها، إلا أن تصبر"، مضيفة "يعلم جميع معارفي أن زوجي أساء معاملتي لحد كبير، فهو يعتدي علي بالضرب أمام الأولاد، ما سبب الربكة في الأسرة التي تأثرت كثيراً من سلوكياته". ورغم أن نرجس تعمل مدرسة، إلا أن زميلاتها المثقفات لا يقفن معها، وتقول: "تلمح لي بعض زميلاتي عن قضية طلاقي، ما يدخلني في قلق أحاول نسيانه من الزمن"، مستدركة " مر عامان منذ طلاقي، ولا يمضي أسبوع، إلا وتأتي احداهن لتفتح معي القضية، بيد أني أرفض الخوض في تفاصيلها". ولم تنته مأساتها عند هذا الحد، وتضيف "تتحدث بعضهن عن قضيتي أثناء غيابي، وأعرف أن الجميع يلمونني رغم معرفتهم سبب طلاقي الحقيقي". وبحسب نرجس ف "إن القشة التي قصمت ظهر البعير" كانت في خيانة زوجها لها أثناء سفره، إذ تقول: "كانت المشاكل بيننا كبيرة لكن لم استطع أن أكرر صبري بعد أن كشفت في هاتفه أرقاماً تعود لنساء أجنبيات في الخارج، فقررت مواجهته، ما أدى للطلاق في النهاية". ونرجس التي طلبت الطلاق لم تكن أسوأ حالاً من زهراء محمد التي لم يدم زواجها أكثر من عام، إذ فاجأها زوجها بنيته في الطلاق من دون أن تتفاقم المشاكل بينهما، بيد أنها تتفق مع نرجس في نظرة المجتمع للمطلقة، إذ توضع في الدائرة الأضعف اجتماعياً، وتقول: "يعرف أقربائي أن من يريد الطلاق زوجي، ومع هذا يوجه اللوم لي"، مضيفة "إن تحميل المرأة مسؤولية الطلاق ناجم عن الثقافة الذكورية السائدة في المجتمع، والتي تغلغلت حتى في عقول النساء"، مشيرة إلى أن أمها تلومها أكثر من أبيها، وتضيف "أعيش بسبب الطلاق مأساة، فأمي لا تكف عن لومي رغم شرحي لها أنه لا يريدني أن أعيش معه". وزهراء التي لم تنجب الأطفال تخشى من عدم زواجها مجدداً، إذ يشكل لومها في شكل عنيف من قبل أفراد المجتمع عاملاً ضاغطاً على نفسيتها، وتقول: "إن المرأة المطلقة لا تجد من يتزوجها، إلا نادراً"، ورغم أنها في العقد الثاني من عمرها، إلا أن اليأس المتعلق بالزواج الثاني يلاحقها، إذ تقول: "يزداد خوف المرأة حين تخرج من سن ال 25عاماً، إذ تبدأ تقل قيمتها في الزواج، وهذا من الناحية الواقعية"، في إشارة منها لعمرها ( 24عاماً)، وتضيف "إن الشاب لا يتزوج من مطلقة، فهو يطلق ويتزوج من غير المتزوجة، أما المطلقة فليس لها إلا الزواج من الشخص يكبرها بعقدين". من ناحية أخرى أرجع المختص النفسي أحمد السعيد أسباب الطلاق إلى عدم التفاهم أو سوء أخلاق أحد الزوجين، أو وجود مشكلة صغيرة ما تلبث حتى تكبر لتصل للطلاق، مشيراً إلى أن المهم لدى المختصين هو أن المرأة ليست في موقع الاتهام، وبدلاً من اتهامها يفضلون دراسة كل حالة الطلاق في شكل منفرد، وعلمي يحمل الموضوعية.