ترى بعض المطلقات لمرتين أو ثلاث أنهن أتعس نساء في العالم، بسبب حظهن وسوء ظروفهن التي قادتهن إلى كثرة الطلاق، البعض منهن تطلقت مرتين وثلاث مرات، فأصبحن يشعرن بنظرة دونية من بعض أفراد المجتمع أو من أقاربهن، فضربة بالرأس توجع فكيف بضربتين أو ثلاث. «أقسم بالله العظيم ثلاثاً أنني عندما تزوجت للمرة الثانية، كنت عاقدة العزم على ألا أفرط في منزلي وزوجي مهما كانت الظروف»، بهذه الكلمات تحدثت نوف (38 عاماً) عن حالها وما آلت إليه، وتضيف: «عشت تجربة الطلاق الأولى وعرفت معنى معاناة المطلقة في مجتمعنا، زوجي هو الذي قام بتطليقي، إذ حصلت له بسبب زواجنا مشكلات كثيرة مع زوجته الأولى وأبنائه، رجوته كثيراً، تنازلت عن كل حقوقي شرط أن أبقى على ذمته ولكنه رفض». وتتابع نوف بحسرة: «عدت إلى أهلي وأنا احمل هموم الدنيا كلها، وتألم أهلي بشدة لطلاقي، واتخذوا قراراً بعدم تزويجي مرة أخرى، فهم يقولون: ما الفائدة نتعب معك وتتزوجين ثم تفشلينا أمام الناس وتبقى مهمتنا في تجميع أبناء الناس وتربيتهم». وإذا كان سوء الاختيار والاضطرار هما اللذان دفعا نوف، فإن أم وليد تصف معاناتها بقولها: «طلقت للمرة الثالثة وعلى أثرها أصبحت أتردد على عيادة نفسية لعلاج الاكتئاب الذي لازمني، فأنا اشعر أنني أسوأ امرأة في العالم، كرهت مجالس النساء وأعرضت عن اللقاءات العائلية تجنباً للنظرات والكلام الذي يجرحني، فالناس لا يرحمون». أما عبير (28عاماً) فتزوجت للمرة الأولى وهي لم تبلغ ال 19عاماً ولم يمر عامان إلا وهي وصغيرها في بيت أهلها، «بسبب إصابة زوجي بمرض الشك»، ثم تزوجت بعدها بعام برجل كبير في السن ولم أمكث معه إلا قليلاً، فقد كان غيوراً ومريضاً نفسياً أيضاً». وتضيف: «أريد زوجاً طيباً أعيش معه في راحة، لكن لم يتقدم لي سوى أصحاب أسوأ الظروف من مدمني المخدرات وخريجي السجون والعاطلين عن العمل، لا أريد تكرار التجارب السابقة الفاشلة، فأنى لي بزوج لا أخشى أن يطلقني للمرة الثالثة في حياتي». أما فاطمة فتقول إنها تطلقت المرة الأولى وتزوجت برجل كان دائماً يشتمها بطلاقها الأول ويكرر باستمرار: «لو فيك خير ما كان رماك الطير»، مما زاد جراحها، خصوصاً أن العيشة بينهما كانت سيئة جداً، وعندما تطلقت منه لم تسلم منه وكان يقول للناس: «لا خير في مطلقة مرتين»، وتضيف: «معاناتي الآن اكبر لأن أبنائي عددهم ثمانية وبينهم مشكلات مع بعضهم البعض». ولأم عبدالعزيز معاناة خاصة، فهي مطلقة ثلاث مرات ولها من الزواج الأول ثلاثة أبناء ومن الثاني أيضاً ثلاثة، وأما الثالث فبنت واحدة، تقول: «إن احدهم يهتم بأبنائه ويسأل عنهم وينفق عليهم، والثاني لا يعرفهم ولا يسأل عنهم، وأما الثالث فمشكلاته كثيرة ويتدخل في أمورهم بكثرة ما جعل الأبناء يعيشون في أجواء تسودها الغيرة والتوتر والأنانية، وهذا أثر على علاقتهم بعضهم ببعض وتعاملهم وبالتالي انعكس على نفسياتهم». وتصف أم عبدالعزيز حالها بعد الطلاق فتقول: «زادت جراحي الدفينة من جراء شعوري بالفشل في حياتي الزوجية، ومن المشكلات التي حصلت لي مع أهلي بسبب كثرة طلاقي، وأصبح تعاملهم معي سلبياً، على رغم أني أمر بظروف سيئة زيادة على النظرة السوداوية من معظم المعارف والأقارب». ويرى الاختصاصي الاجتماعي ومدير قسم الخدمة الاجتماعية وعلاقات المرضى في مستشفى حراء الدكتور عادل الجمعان أن المطلقة إذا تعرضت للطلاق من المرة الأولى فنظرة المجتمع لها تختلف عن نظرة البنت التي لم يسبق لها الزوج، وبالتالي إذا كانت النظرة سلبية من طلاق أولي فلك أن تقيس النظرة السلبية إذا كان هناك طلاق متكرر، يقول: «إن المجتمع سيفترض أن المرأة المطلقة لأكثر من ثلاث مرات بها خلل في شخصيتها، لأن من الصعب جداً برأيهم أن تقول ثلاثة رجال طلقوا المرأة نفسها لخلل فيهم». ويشير الجمعان إلى أن «المرأة التي عددت تحتاج لمن يوجها أو يرشدها ويساعدها للخروج من هذه المشكلة السلوكية أو الشخصية، وليس عيباً أن نبحث عمن يساعدنا لحل مشكلاتنا».