بعد فتوى جواز ضرب النساء لرجالهن أخشى ان نجد ان أقسام الطوارئ ازدادت زحاماً فوق زحام؟ خاصة وان الممثلة أغادير حظيت بشعبية نسائية كبيرة في مسلسل عيال قرية لأنها كما تقول إحدى الأخوات (بردت كبدي).. رغم تحفظي على كبد الأخت وأسلوب تبريدها إلاّ أنني حقيقة الآن أخشى ان يتطور الأمر فعلاً ونشاهد بعض نسائنا وقد حملن العصي وضربن رجالهن والآن الفتوى تجيز للنساء ضرب الرجال دفاعاً عن النفس. أعلم يقيناً ان فضيلة الشيخ عبدالمحسن العبيكان لا يدعو النساء لضرب أزواجهن بل هو أراد تأكيد الحق الشرعي للمرأة في الدفاع عن نفسها خاصة بعد ان طالت أيادي بعض الرجال كثيراً دون أدنى حق معتمدين على ان الشرع أجاز لهم ضرب نسائهم. الإشكال ان بعضنا يتعامل مع الفتوى بتجريدها من كل شيء الا رغبته في الاستفادة منها وان كان بشكل سلبي. جواز ضرب المرأة لزوجها دفاعاً عن نفسها لا يعني انه حق مطلق وان عليها إتيانه متى شاءت والأكيد أنه ليس أول الحلول. كما أخطأ بعض الرجال في استخدام جواز ضربهم لنسائهم فإن الأمر أيضاً سيطول النساء وهن أكثر انفعالاً وأسرع غضباً وإن كن أضعف قوة وعضلات. أعتقد ان الأمر سيكون أفضل ان ينظر علماؤنا لحقيقة واقع المجتمع بحيث يهتمون بنشر ثقافة الحب والتسامح بين أعضائه.. لأنها ثقافة شبه غائبة بل ان نساءنا مثلاً وهن يشتكين من بعض الرجال لهن يقمن بتربية أبنائهن على العنف تجاه المرأة الأخرى؟؟؟ سواء كانت زوجة أو عمة أو أحياناً ابنة. أتمنى من علمائنا وعلى رأسهم الشيخ عبدالمحسن وهو العالم الجريء ان يشاركوا من خلال الفتوى بتوجيه التغير الاجتماعي نحو مواقع أكثر تسامحاً مع الآخرين. أؤكد ان الإشكال لم يكن يوماً من الأيام في الدين بل في فهمنا للدين وتفسيرنا لنصوصه حسب أهوائنا للأسف.. من هنا أتصور ان مسؤولية العلماء أكبر من أي وقت مضى ليس في تغيير ثوابت الدين ولكن في الاستفادة من تلك الثوابت في توجيه التغير الاجتماعي نحو الأفضل.. الأكيد انه لن يكون هناك من سيفتي في تحريم ما حلل الله ولكن كلما استوعب العالم متغيرات المرحلة استطاع تسليط الضوء أكثر على ما يستفيد منه المجتمع لا ما يضره.. وكلما استطاع صياغة المعلومة وفق ما يصل لفهم هذا المجتمع لا ما يصل لفهم العالم أو فئة المثقفين فقط..حققت الفتوى دورها الفاعل في الارتقاء بمستوى وعي المجتمع.