قام حديثا كل من م. ياسر طلال متبولي طالب الماجستير في هندسة النظم البيئية وإدارتها جامعة ميموريال، كندا، و م. ماجد الزهراني طالب الماجستير في الإدارة الهندسية بجامعة أتاوا، كندا، بتدشين موقع عن أبحاث الحج تحت عنوان (/http://hajjstudies.org). يتناول الموقع معلومات عن المشروع الذي أجرياها لدراسة حركة انسيابية الطواف ونتائجها أثناء مشروع تخرجهما في مرحلة البكالوريوس في جامعة الملك عبد العزيز، من قسم الهندسة الصناعية. وكان حينها مشرف المشروع ورئيس القسم الدكتور سراج عابد، قد دعم المشروع وخصص له ميزانية بلغت حوالي 2500دولار أمريكي. الدراسة أغرت شركة سافانا سيموليشن السويسرية، المشهورة بتقديم حلول تقنية للمحاكاة، الطلب من م. ياسر و م. ماجد نسخة من الدراسة لنشرها في موقع الشركة على الشبكة العنكبوتية. وأغرت أيضا صفحة تقنية المعلومات للتعرف أكثر على دراستهما والهدف من موقعهما، فكان للصفحة هذا اللقاء مع المهندسين الشابين. @ بداية كمتخصصين في هندسة النظم البيئية هل لنا ببعض المعلومات عن هذا التخصص وتطبيقاته وخاصة في مجال الحج؟ - هندسة النظم البيئية أحد مجالات هندسة البيئة. وهو علم يستخدم مبدأ التفكير بالنظام System Thinking ليحط بجوانب البيئة على اختلاف مكنوناتها. لأن كل عامل في البيئة يؤثر على الآخر، والنظر لجزئية معينة دون الأخذ بعين الاعتبار لباقي المكونات، لا يصل بنا لفهم الحقيقة والوصول لحل مناسب لها. تستخدم هندسة النظم البيئية لإدارة البيئة وتطوير ومراقبة جودتها، وتحقيق الاستدامة لمواردها للأجيال القادمة عن طريق الاستخدام والتوزيع الأمثل لكل موارد الطبيعة والتخلص الأمثل من النفايات. بالإضافة إلى تقدير المخاطر وتقييمها والتنبؤ بحجمها وآثارها، والعمل لإيجاد حلول بعد تحديد مواطن المشكلة بدقة. حاجتنا لمهندسي البيئة عموماً ومهندسي النظم البيئة تتوسع لتشمل حاجة البلاد ككل وليس فقط للحج. بل إن الحاجة ممتدة إقليميا لتشمل منطقتنا الشرق الأوسط على وجه الخصوص وبقية العالم. والاهتمام بالبيئة في نمو مستمر والتنظيم الحكومي والقوانين في الدول المتقدمة في تطوير مستمر. بالنسبة للحج، فالحج بحاجة أن ننظر إليه كنظام متكامل، لنستطيع الرقي بجودته وإنجاحه. التوسعة في منطقة الجمرات رائعة لكن هناك عنق زجاجة جديد نشأ في مكان آخر في المشاعر قد يكون في الحرم الذي هو أيضاً تحت التوسعة الآن. نحتاج لدراسة الحج ككل والاهتمام بتفاصيل العوامل المؤثرة في إنجاحه، من دراسة تدفق المشاة عبر مناطق المشاعر وتحديد مناطق الازدحام المحتملة وتقييمها طبقاً لمعايير جودة تدفق المشاة لتحديد المخاطر المحتملة والتعامل معها. نحتاج أيضاً أن ندرس الحالة المناخية المؤثرة بشكل كبير على صحة وحيوية الحاج خصوصاً الكبار في السن والأطفال. يجب دراسة التلوث الحاصل للهواء وتركيزات الغازات الضارة الخارجة من عوادم السيارات والحافلات ومراقبة حد أعلى مسموح به للانبعاث. مياه الشرب، سلامة الغذاء المقدم، التخلص الصحي من النفايات، التوزيع الأمثل لنقاط الخدمة وعددها، ومع ذلك كله مراقبة جودة كل هذه الأجزاء من عملية الحج ككل، وبذلك نستطيع إن شاء الله أن ندير هذا الحدث باحترافية تستفيد من أحدث ما توصل إليه العلم. @ كيف نشأت فكرة موقع دراسات الحج وما هي أهدافه؟ - عند بداية دراستنا وجدنا ندرة في المعلومات المنشورة والدراسات والأبحاث عن الحج والمشاعر. ليس لقلة هذه الدراسات فقوائم معهد أبحاث الحج طويلة لكن لم نستطيع الحصول حتى على قليل منها بسهولة. ووجدنا أن أستاذاً ألمانياً في جامعة ألمانية ناشر لأبحاث على الانترنت وراصد لحوادث التدافع في العشرين عام الماضية. ولديه مقاطع فيديو للتدافع في الحرم وغيره من أحداث تدافع مشابهة في ملاعب كرة قدم عند بعض المباريات الكبيرة. اهتمامه كان في وضع نماذج رياضية تحاكي حركة المشاة عند الفزع. بمجرد أن عرف ببحثنا أرسل لنا اسم مستخدم وكلمة مرور في صفحته على الانترنت فتحت الباب لنا لكثير من المعلومات التي استفدنا منها في دراستنا. من هذه المواقف السابقة، أردنا نشر دراستنا لنفيد الباحثين والدارسين الذين يريدون بحث أو دراسة أي مواضيع لها علاقة بعمليات الحج وراحة الحجيج. وقد تلقينا عدة طلبات بنسخ من الدراسة من بينهم باحثون ماليزيون. @ حدثنا أكثر عن مشروعكم (دراسة حركة انسيابية الطواف)؟ وهل تم الاستفادة من نتائج مشروعكم فعليا؟ - في مشروعنا استطعنا الإثبات بمحاكاة حركة الطائفين أن تطبيق تقنيات إدارة الحشود سيرفع من نسبة التدفق وحرية الحركة أكثر من توسعة بمساحة معينة. قمنا بتحليل سيناريوهات مختلفة للمحاكاة والقينا الضوء على أهمية تطبيق أساليب إدارة الحشود العلمية والمدروسة في الحرم خصوصاً عند الازدحام، وأردنا أن نلفت النظر إلى أن التوسعة ليست الحل الوحيد لمشاكل الازدحام، بل أحياناً هناك حلول أخرى أكثر فائدة. ونعتقد بأنه تمت بعض الاستفادة من دراستنا التي طلبها بعض الباحثين في دراسات متعلقة بالحج. @ ذكرتم في الموقع أنه تم نشر دراستكم بموقع شركة سافانا سيموليشن السويسرية ما هي هذه المؤسسة ولماذا تم اختيار دراستكم بالذات؟ - هذه الشركة تعمل في تقديم حلول تقنية للمحاكاة. المحاكاة (Simulation) اليوم تستخدم عملياً بشكل واسع ولهذه الشركة أيضاً برنامج كمبيوتري من تطويرهم مختص في محاكاة حركة المشاة. طلبوا منا نسخة من الدراسة كاملة ثم استأذنونا في نشر ملخص لها ووافقنا مباشرةً. بالنسبة للشركة الدراسة فريدة تتناول حدث فريد، وبقية الدراسات المنشورة في موقعهم تتعلق غالبًا بمحاكاة محطة قطار أو وسط تجاري يعج بالحركة. وربما كانت دراستنا أول دراسة تستخدم نموذج رياضي يأخذ بعين الاعتبار حركة المشاة الأفراد وليس مجموع تدفق الأفراد (وهذا يسمى Microscopic Simulation Model) وهذا يتيح دراسة تفاعل الحركة فيما بينهم وبين الحواجز أو العوائق على الطريق. إضافة إلى ذلك ربما تكون دراستنا أول دراسة استخدمت معايير (LOS) لتقييم حركة المشاة، وهي نفسها التي تستخدمها منظمتي الأياتا والأيكاو في الطيران لتصنيف وتقييم المطارات من ناحية جودة الحركة وسهولتها داخلها. @ هل لدى م.ياسر و م.ماجد مشاريع مستقبلية فيما يتعلق بتطوير خدمات الحجيج؟ - ليس ياسر وماجد فقط وإنما العديد من المهندسين الأكفاء الذين زاملتهم في جامعة الملك عبد العزيز أثناء دراستي، أو من أساتذتي الذين علموني لديهم الكثير من الأفكار الرائعة. ونحن نتمنى ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا لنفع الحجيج وتسهيل حجهم وأن يجعلنا قادرين على تحقيق ذلك. هناك مشروعان نطمح لتنفيذهما، الأول وضع نموذج رياضي يحاكي الحج بالكامل. وهذا سيسهل دراسة الحج كنظام واحد وعلى تحديد مناطق عنق الزجاجة الجديدة عن توسعة أي مشعر. وسيساعد على تقدير السعة الاستيعابية بدقة وتحديد العوامل التي يمكنها أن ترفع من هذه السعة بحلول آمنة. المشروع الآخر هو دراسة أساليب إدارة الحشود وطريقة تطبيقها في المشاعر والحرم. وهذا ضروري حتى مع أي توسعة مهما بلغت مساحتها. لأنه ليس فقط لزيادة نسب التدفق ولكن أيضاً لسلامة الحجيج أنفسهم. [email protected]