اضطرت الصحف الاميركية الكبرى لطباعة آلاف النسخ الاضافية الاربعاء غداة الانتخابات التاريخية التي حملت اسود الى الرئاسة، لمواجهة طلب لا سابق له لملاحقها المخصصة لباراك اوباما. ووقفت صفوف طويلة في واشنطن أمام مكاتب صحيفة "واشنطن بوست" لشراء العدد الخاص الذي اعدته الصحيفة ونفد منتصف نهار الاربعاء. وأعلنت الصحيفة التي طبعت اصلا عدداً من النسخ أكثر بثلاثين بالمئة من العادة، انها ستعيد طباعة 250ألف نسخة لعددها الصادر في الخامس من تشرين الثاني "نوفمبر". وفي نيويورك زادت صحيفة نيويورك تايمز عدد النسخ التي طبعتها بنسبة 35% لكنها اضطرت بعد ذلك لطباعة 75الف نسخة اضافية لتلبية طلب قرائها. وعلى موقع البيع بالمزادات العلنية على الانترنت "اي باي" كانت النسخة الواحدة من عدد نيويورك تايمز تباع ب 199دولارا مساء الاربعاء. وقال فرنون شورت العسكري المتقاعد الذي يبلغ من العمر 68عاما وكان ينتظر في صف طويل امام واشنطن بوست "لدي حفيدة يبلغ عمرها سنتين واريد الاحتفاظ بنسخة لها". واضاف لوكالة فرانس برس انه "امر لا يحدث اكثر من مرة واحدة في الحياة واريد الاحتفاظ بتذكار". وفي الصف نفسه انتظرت فرانسين غارنر ( 48عاما) اكثر من ثلاث ساعات. وقالت "اريد الاحتفاظ بأثر للتاريخ وامتلاك شيء يمكن الاحتفاظ به الى الابد". وقالت رئيسة قسم الاتصال في واشنطن بوست ريما كالديرون ان هذا الاقبال الهائل يثبت اهمية الصحف في العصر الرقمي. واضافت ان "هذا الامر يخبرنا بشيء رائع عن الصحافة المكتوبة. عندما يقع حدث تاريخي مثل الليلة الماضية، يسعى الناس للاحتفاظ بنسخة للمستقبل". واضافت "لم نكن نتوقع ان يرتفع الطلب الى هذا الحد". وفي معقل باراك اوباما في شيكاغو (شمال) قالت "شيكاغو صن تايمز" انها خططت لطباعة عشرات الآلاف من النسخ الاضافية، لكنها اضطرت مع ذلك لزيادتها. وكتبت الصحيفة في رسالة على الانترنت "في مواجهة طلب لا نهاية له على ما يبدو نقوم بطباعة آلاف النسخ الاضافية". وفي المدينة نفسها طوق حشد من القراء الراغبين في الحصول على نسخ من العدد الخاص الذي وزعته "شيكاغو تريبيون" مقر الصحيفة. واستأنفت الصحيفة طباعة عددها صباحا بعد بيع 690الف نسخة فجرا. وقال نائب رئيس الصحيفة بيكي بروبيكر ان 120الف عدد ستطبع. ومساء الاربعاء، كان المستحيل الحصول على عدد واحد في اكشاك البيع. وهذا الاقبال لم يقتصر على الصحف. فموقع شبكة التلفزيون الاخبارية الاميركية "سي ان ان" على الانترنت استقبل عددا قياسيا من الزوار بلغ ثلاثين مليونا. وكان الرقم القياسي السابق الذي سجلته خلال الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين 13.4مليونا.وشهدت الصحف الاميركية مؤخرا تراجعا في مبيعاتها وفي اقبال الاعلانات عليها. واعلنت كل من مجلتي "تايم" و"بيبول" الاسبوعيتين عن اصلاحات واسعة تشمل الغاء مئات الوظائف. واعلن اكبر ناشر للصحف "غانيت" نهاية تشرين الاول "اكتوبر" الماضي عن خفض نسبته 10% في عدد الموظفين على غرار صحيفة لوس انجليس تايمز.