اكدت وسائل الاعلام الايرانية امس بعد يوم واحد من الفوز الذي حققه باراك اوباما في الانتخابات الرئاسية الاميركية بأن توقعات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد حول وصول اوباما الى البيت الابيض كانت خاطئة. وكان الرئيس الايراني قد توقع في عدة تصريحات صحافية خلال الاشهر الاخيرة بأن لا يصل اوباما الى البيت الابيض واعرب عن اعتقاده بأن اصحاب السلطة والمؤسسات المؤثرة في اتخاذ القرار على الساحة الاميركية لن يسمحوا لمرشح زنجي بأن يكون رئيسا للولايات المتحدة. وقال الرئيس نجاد في مقابلة مع صحيفة البايس الاسبانية مارس الماضي لا اتوقع ان يسمحوا لاوباما ان يصبح رئيسا للولايات المتحدة لان اصحاب السلطة في الولاياتالمتحدة فضين ويميلون الى استخدام العنف لتحقيق اهدافهم وليست هناك ضمانات حقيقية لصيانة اصوات الشعب الاميركي. وتنبأ الرئيس نجاد بعد ذلك في عدة مناسبات بأن لا تثمر جهود باراك اوباما للوصول الى البيت الابيض وقال في مؤتمر صحافي له في نيسان الماضي في معرض اجابته على سؤال احد الصحافيين حول امكانية وصول اوباما الى البيت الابيض هل تعتقد بأنهم سيسمحون لمرشح زنجي ان يصبح رئيسا للولايات المتحدة ؟ لا اعتقد بأنهم سيسمحون لاوباما ان يصبح رئيسا ذلك لان الانتخابات في الولاياتالمتحدة يتم تسييرها نحو جهة خاصة. ورأت الصحافة الايرانية بأن العديد من التوقعات الاخري للرئيس نجاد كانت خاطئة حيث توقع قبل شهرين بأن لا يهبط سعربرميل النفط الى ما دون ال 100دولار لكنه انهار الى حوالي 50دولارا وانه توقع العام الماضي اغلاق الملف النووي الايراني في اقصى سرعة لكن مجلس الامن اصدر بعد تنبئه هذا قرارين جديدين ضد ايران. من جانبه دعا مسؤول ايراني رفيع الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما الى الغاء جميع العقوبات التي فرضتها الحكومات الاميركية السابقة ضد بلاده في خطوة لبناء الثقة بين طهران وواشنطن تمهيدا لفتح صحفة جديدة في العلاقات بين البلدين. وقال المدعي العام الايراني قربان علي دري نجف ابادي وهو من كبار الشخصيات في التيار المحافظ الذي يسيطر على مقاليد الامور في ايران في تصريح نشرته الصحافة الايرانية امس ان باستطاعه الرئيس الاميركي المنتخب حديثا الغاء جميع العقوبات الظالمة التي فرضتها الحكومات الاميركية السابقة وخاصة ادارة الرئيس بوش ضد ايران في خطوة لاظهار حسن النية تجاه طهران. واضاف المسؤول الايراني بأن التعبير عن الاسف من قبل الرئيس الاميركي الجديد حيال مواقف الحكومات الاميركية السابقة تجاه طهران واتخاذ مواقف تصحيحية من شأنه ان يودي بالشعب الايراني الى أن يغض الطرف عن مواقف الحكومات الاميركية السابقة تجاهه. وحذر المدعي العام الايراني من مواصلة الضغوط ضد الشعب الايراني وقال ان ذلك لن يجدي نفعا ويزيد الامور تعقيداً. لكن المسؤول الايراني أكد في الوقت نفسه بأنه يستبعد حصول أي تغيير هام في سياسة الولاياتالمتحدة تجاه بلاده خلال عهد الرئيس اوباما. الى ذلك حذرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما من إجراء مفاوضات مباشرة مع القيادة الإيرانية حول الملف النووي. وقالت ليفني للإذاعة الإسرائيلية امس "اعتقد أن إجراء مثل هذا الحوار قد يفسر في الوقت الحالي على أنه دليل ضعف الأسرة الدولية". وطالبت ليفني بتشديد العقوبات الدولية بحق طهران بسبب إصرارها على مواصلة برنامجها النووي كما أعربت في الوقت نفسه عن رغبة بلادها في إجراء مشاورات مع الإدارة الأمريكيةالجديدة في هذا الشأن. وأشارت ليفني الى أنها أوضحت لأوباما خلال اجتماعهما قبل عدة أشهر أن إسرائيل مهتمة بالتوصل الى حل للصراع في الشرق الاوسط على أساس دولتين متجاورتين غير أنها لن توافق على تقديم تنازلات في المسائل التي تعد "خطا أحمر" وفي مقدمتها الترتيبات الأمنية. جاءت تصريحات ليفني قبل ساعات من زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس المقرر أن تجتمع ورئيس الوزراء المؤقت ايهود أولمرت في وقت لاحق اليوم. وتلتقي رايس القيادة الفلسطينية في رام الله اليوم.