سبق وأن كتبت في الأجزاء السابقة والتي نُشرت قبل توقف الصفحة الصيفي عن تعريف إدارة القيمة، وكذلك عن ركائز القيمة وبينت الفرق بين القيمة والثمن كما تحدثت عن أهمية وجود برنامج يحقق رفع القيمة لكل من الفرد والعمل، وأوضحت أنه يبنى على ثلاث دعائم حيث نستكملها في هذا الجزء. أما الدعامة الثانية فهي المكافأة، والمكافأة على نوعين معنوية ومادية وهي تختلف باختلاف الأشخاص، ومتغيرة من وقت لآخر، ومن موقع إلى موقع، ولكن يمكن للإدارة وضع قواعد عامة تحقق طموح الشخص وتطلعاته، ومن هذه القواعد: 1- تخصيص مكافآت معنوية ومالية لأصحاب الاقتراحات الجيدة. 2- إعطاء مسؤوليات أكبر 3- الترشيح لمناصب أعلى. 4- الترشيح لجوائز تقديرية. أما الإجراءات واللوائح فهي عصب البرنامج إذ إن وجود إجراءات واضحة ومحددة يساعد على خلق الجو الملائم لدى الموظفين لحملهم على المشاركة الإيجابية نحو البرنامج، ومن تلك الإجراءات واللوائح ما يلي: 1- يجب أن يكون نظام الاقتراحات ملبياً للاحتياجات البشرية (الشعور بالقيمة، الرغبة، الطموح). 2- يجب أن يساعد نظام الاقتراحات على خلق روح التنافس والإبداع لدى الموظفين. 3- وجود استمارة معدة بطريقة واضحة وسهلة لاستخدامها من قبل الموظف. 4- يجب أن يدعم صاحب الاقتراح بما يحتاجه من وسائل بحث وإمكانات. 5- يجب أن يتم تشجيع العمل الجماعي وخلق روح التعاون لدى الموظفين. 6- تشكيل لجنة مؤهلة ومحايدة ذات صلاحية لتقويم الاقتراحات ومساندة الجيد منها للتطبيق. 7- إطلاع صاحب الاقتراح بما تم على اقتراحه أولاً بأول. 8- وجوب إظهار الجدية والمتابعة من قبل الإدارة العليا لتلك الاقتراحات. وكما أن لكل إدارة ومؤسسة أهدافاً تريد تحقيقها وطموحات تود أن تبلغها فإن ذلك لن يتأتى إلا من خلال رفع قيمة ما تقوم به هذه الإدارة أو تلك. ورفع قيمة الأداء لا يأتي إلا من خلال الاهتمام بالعنصر البشري من حيث التأهيل والبيئة الإدارية أولاً لأنه الأساس والمحرك، ثم وجود نظام إداري واضح الأهداف محدد الخطوات يأخذ في الحسبان التخصص والفروقات الفردية والميول، يعمل على تشجيع الإبداع ويكافئ المجتهد ويأخذ بيد المخطئ فهو نظام لا يرتفع بالإدارة لتكون في بروج عالية ولا يهبط بالعاملين إلى مهاوٍ سحيقة تجعل العزلة بين الرؤساء والمرؤوسين تصل إلى حد القطيعة، بل يوجد قنوات رأسية تصل من الأعلى إلى الأسفل وبالعكس بحيث تعرف الإدارة أولاً بأول ما يجري ويعرف العاملون توجهات الإدارة حتى لا يكون هناك مفاجآت قد تسبب صدمة.