إن مراجعة الطبيب ضرورية بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من مشاكل صحية سابقة وذلك لأخذ النصائح الضرورية قبل الحمل، أما بالنسبة لمريضة الكلى فبالإضافة لأهمية تناول حمض الفوليك لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر قبل الحمل وخلال الثلاثة أشهر الأولى للحمل فهناك أمور أخرى يجب على السيدة التي تعاني من مشاكل الكلى مراعاتها. ولا ينصح لمريضة الكلى بالحمل ما لم تكن وظائف الكلى سليمة أو درجة الفشل بسيطة أو ارتفاع طفيف في مستوى الكرياتينين، أو ارتفاع طفيف في ضغط الدم مما يمكن السيطرة عليه بالعلاج المناسب، فمن المعروف أنه مع مشاكل الكلى تزداد مشاكل الحمل مثل تدهور حالة الكلى، وإجهاض الجنين، وارتفاع شديد في الضغط أو ما يسمى تسمم الحمل pre-eclampsia، أو ضعف نمو الجنين وزيادة احتمال الولادة المبكرة وما يترتب عليها من مشاكل للأطفال، فقبل أن تتحسن حالة الكلى لدى مثل هؤلاء النسوة فإننا لا ننصح لهن بالحمل. ومن النصائح المهمة لمريضات الكلى قبل الحمل السيطرة على ارتفاع ضغط الدم بالعلاجات الآمنة مع الحمل، وعلى الطبيب تغيير نوع علاج الضغط إذا كان يؤثر سلبا على الجنين. وعلى السيدة التي زرعت لها كلية ألا تفكر بالحمل قبل مرور سنتين بعد الزراعة فتكون وظائف الكلى قد تحسنت خلال هاتين السنتين، وأصبحت المريضة تتعاطى أقل احتياج من جرعة دواء تقليل المناعة، مع أن أدوية تقليل المناعة لا تؤثر سلبيا على الحمل إلا أن هناك أدوية ممنوعة تماما خلال الحمل، وعلى المريضة التشاور مع طبيبها المعالج لأنه الأكثر دراية بحالتها وبنوع الأدوية المناسبة لها. مشاكل الكلى قد تؤثر سلبا على الخصوبة لدى السيدات ولكن الحمل قد يحصل حتى مع عدم انتظام الدورة الشهرية أو تأخرها بالأشهر أحيانا، فعلى السيدة استعمال موانع الحمل المناسبة وتحت إشراف الطبيب المعالج في حالة عدم رغبتها في الحمل أو تأجيله بشكل مؤقت حتى تتحسن حالة الكلى لديها ويجب مراعاة أن الخصوبة وقابلية الحمل تتحسن لدى المرأة بعلاج الكلى، خصوصا ما بعد زراعة الكلى فقد يحصل الحمل بعد الزراعة بفترة قصيرة وهو من غير المناسب لحالتها فعليها استعمال موانع الحمل المناسبة طبياً. أما خلال الحمل فإن الاشراف على السيدة الحامل والتي تعاني من مشاكل الكلى يكون على يد فريق طبي متكامل يشمل طبيب الكلى، وطبيب النساء والولادة وطبيب العائلة وممرضة الكلى، وممرضة الحوامل أو القابلة، وفي بعض الحالات جراح المسالك البولية. وعادة ما ينصح الطبيب المعالج بالمتابعة الدقيقة التي قد تصل إلى أسبوعية أو في بعض الحالات التنويم في المستشفى لفترات طويلة خلال الحمل، ومتابعة ضغط الدم ووظائف الكلى وكمية الزلال في البول ومتابعة نمو الجنين ونشاطه وهي من الأمور الأساسية. ولأن مشاكل الكلى والحمل يصاحبها عادة فقر في الدم فإن الفيتامينات والحديد من الأدوية التي يجب أخذها بجانب زيادة أو تقليل في جرعات الأدوية الأخرى وعلى المريضة هنا اتباع نصائح وتعليمات طبيبها. ومع استقرار حالة الكلى عادة ما يستقر الحمل وتكون الولادة طبيعية، أما إذا تأثر وضع الكلى أو عانت المريضة من تسمم الحمل أو تأثر نمو الجنين فقد يلجأ الطبيب إلى التوليد المبكر وعادة يتم عن طريق عملية قيصرية وفي هذه الحالة قد يحتاج الأمر إلى تدخل جراح المسالك البولية لمساعد طبيب الولادة في إجراء العملية القيصرية. أما بعد الولادة فقد تحتاج المريضة إلى تغيير نوع الأدوية وعادة يعيدها الطبيب المعالج إلى الأدوية التي كانت تتناولها قبل الحمل، وحيث أن معظم أدوية تقليل المناعة وبعض أدوية الضغط تفرز بشكل مكثف في حليب الأم فلا ينصح بالرضاعة الطبيعية. وبعد الولادة فإن موانع الحمل ضرورية خصوصا مع تدهور حالة الكلى خلال الحمل السابق، أو إذا أصيبت بفشل الكلى نتيجة مضاعفات الحمل مثل تسمم الحمل، وهنا يمكن استعمال الموانع الذكرية أو الأنثوية (لا تتجاوز مناعتها ال 70% )، أو استعمال اللولب ولكن ليس لسيدة تتناول أدوية تقليل المناعة، أما بالنسبة لموانع الحمل الهرمونية مثل الحبوب والإبر فهذه يمكن تناولها في حالة استقرار ضغط الدم وعدم وجود موانع أخرى مثل وجود جلطات الساق. @ قسم النساء والولادة طب الأجنة وحالات الحمل الحرجة