فيسرني المشاركة بهذه المناسبة المهمة، والتي نجتمع فيها لنشكر الله تعالى على ما أنعم به على أبنائنا من حفظ كتابه الكريم، وهي من أعظم النعم التي ينبغي أن نحافظ عليها، وأن نتعاون لجعل القرآن واقعاً في حياتنا، فيصير الحافظ قرآناً يمشي على الأرض، والشكر موصول لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالزلفي على ما تقوم به من جهود متميزة لتعليم كتاب الله والعناية بحفظته، فجزى الله القائمين عليها خير الجزاء، وبارك فيهم وفي جهودهم، وإني أنصح حفظة كتاب الله جل وعلا بثلاث وصايا: الوصية الأولى: قيام الليل بما تحفظ من القرآن وإن قل القيام، وصلاة النوافل به. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإذا لم يقم نسيه) رواه مسلم. الوصية الثانية: الجلوس في المسجد لقراءة القرآن. فعن عقبة بن عامر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: (أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم) فقلنا يا رسول الله نحب ذلك. قال (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث وأربع ومن إعدادهن من الإبل) رواه مسلم. الوصية الثالثة: قراءة ما كان يقرؤه النبي صلى الله عليه وسلم في أوقات مخصوصة. فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين) صحيح الجامع (6470). ومثل ما ثبت من آيات في أذكار الصباح والمساء، كآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، والمعوذات، ونحوها. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وأقر بالحفظة أعين والديهم، وجعلنا وإياهم مباركين أينما كنا، ورزقنا الإخلاص في القول والعمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.