أكد الدكتور تركي العطيان الباحث في قضايا انحراف السلوك واخصائي علم النفس على أن الدلال الزائد يساوي القسوة الزائدة في تعامل الاسرة مع ابنائها. وقال: لدينا في علم النفس فيما يخص مجال التربية النفسية ما يسمى بالتربية التكاملية بحيث أني لا أزيد في المدح والتدليل، وكذلك لا أزيد في القسوة والسخرية فهناك عقاب سلبي في التربية غير مقبول كالضرب بعنف واستخدام كلمات نابية، بالاضافة الى الى السب والشتم والتحقير من شأن الإنسان أو الابن، وأما العقاب الايجابي العقاب الأمثل بحيث يحرم المعاقب من شيء يحبه بطريقة مقنعه ويمكن ايصال الفكرة وتعديل السلوك، لذلك فان التربية التكاملية تجمع بين القسوة الايجابية والتحفيز الايجابي. واضاف ان مشكلة حسين مع شقيقة الأكبر هي أنه كان قدوة سيئة، لذلك كان السكوت عن مشاركة الأخ الأصغر في تعاطي المخدرات سبباً رئيسياً للدخول في التعاطي، وعدم التفكير في العلاج. وأشار إلى أن القسوة في التعامل كما حدث مع محمد بسبب اختلاف اللون وكثرة السخرية قد تكون هي هروب من الواقع الذي يعيشه واتخاذ المخدرات وسيلة لذلك ونسيان ما يحدث له أو قد تكون انتقاماً في بداية الأمر من اسرته ثم يتحول إلى إدمان ولا يستطيع الرجوع عنه بعد ذلك، وهذا ما يحدث مع كثير من المراهقين الذين يقومون بسلوكيات خاطئة بنية ازعاج اسرهم ولفت الانتباه إلى مطالبهم اعتقاداً منهم انهم سيعودون عن هذا الفعل ولكن لا يستطيعون بعد الوقوع فيه. وبين العطيان ان وقوع بعض الاشخاص يعود إلى السخرية من بعض المدمنين، حيث أني اشرفت على قضية أخ كان ينعت ويسخر من شقيقه المدمن حتى وقع هو في الادمان على رغم من كبر سنة. وأوضح ان السلوك الادماني هو زيادة الشيء عن حده الطبيعي، وقال: كما يحدث حالياً في ادمان على البلوت و"الشيشة" والانترنت، فكل شيء يزيد عن حد الطبيعة هو ادمان سواء كان حلالا أو حراماً، مشيراً إلى أن السلوك الادماني هو ما ينطبق عليه أن كل ما زاد عن حده انقلب ضده ولكل شيء وقت محدد يناسبه. وقال إن الادمان لا ينطبق على المخدرات فقط فقد اصدرت منظمة الصحة العالمية الأمريكية ان استخدام الانترنت لفترة طويلة يعتبر مرض (الادمان على الانترنت)، حيث انه يعطل عن العمل والزوجة والأبناء أو الأسرة بشكل كامل.