يتحدث الأمريكيون عن نجاحهم الكبير في العراق على يد القائد العسكري باتريوس الذي نجح في زيادة القوات الأمريكية العاملة في العراق؛ حيث أصبح اسم الجنرال باتريوس يتردد على لسان المرشحين للرئاسة الأمريكية السيد جون ماكين عن الحزب الجمهوري والسيد باراك أوباما عن الحزب الديمقراطي، بل وتعدى ذلك إلى نائب المرشحين للرئاسة السيد جوزيف بايدن الديمقراطي والسيدة سارة بالين عن الحزب الجمهوري. أقول إن كل هذا الثناء على زيادة القوات الأمريكية وجعلها وراء النجاح العسكري بالعراق ما هو إلا إخفاء للحقيقة وللواقع؛ حيث يحاول الجميع التأكيد على أن القوة الأمريكية والاستمرار في استخدام العنف هما الحل الوحيد مع العرب والمسلمين حيث لا تنفع أي أساليب أخرى معهم، وهي النصيحة التي كانت ومازالت إسرائيل تسديها للقوة الأمريكية عند التعامل مع العرب والمسلمين. بينما الواقع يحكي بأن استغلال قوات الصحوة العراقية التي تبحث عن موطئ قدم في خضم الصراع العراقي الداخلي هو الذي أوجد الهدوء في العراق وليس زيادة القوات الأمريكية، فاستخدام السنة العراقيين كقوة فاعلة لفرض النظام والأمن في مناطقهم هو الذي أهدى للأمريكيين الأمن، بل وهيأ لهم إمكانية النجاح في العراق، فيما لم يكن لزيادة القوات الأمريكية أي دور في ذلك. مرة بعد مرة يتم استغلال القوات المحلية والقوى السياسية المحلية منذ عام 1900م والثورة العربية الكبرى 1916م، وحتى اليوم عام 2008م في العراق من أجل تحقيق مكسب للغازي المحتل، ومنها تنشأ البطولات والشجاعة والذكاء لذلك الغازي المحتل.. منذ لورنس العرب وحتى الجنرال باتريوس يعيش العالم السياسي في الغرب وأمريكا من جهة، والعالم العربي والإسلامي من جهة ثانية الوهم والتضليل السياسي.