ألمح وزير الخارجية الأردني صلاح الدين البشير الاحد الى ان اعتراض اسرائيل على مشاركة جامعة الدول العربية في المؤتمر الاورو - متوسطي حول المياه الذي كان مقررا في الأردن الاربعاء المقبل كان وراء التأجيل. ونقلت وكالة الانباء الأردنية الرسمية (بترا) عن البشير قوله ان "قرار الأردن بتأجيل الموتمر الوزاري حول المياه جاء لاتاحة المجال للتوصل الى توافق حول بعض المسائل واهمها موضوع مشاركة الجامعة العربية وعضويتها في الاتحاد من اجل المتوسط". واضاف ان "الأردن بذل جهودا كبيرة واجرى اتصالات مع الرئاسة المشتركة للاتحاد في محاولة لتجنب اتخاذ موقف مسبق من موضوع مشاركة الجامعة العربية الا ان تلك الجهود اصطدمت ببعض العقبات"، مشيرا الى ان ذلك "دعا الأردن الى اتخاذ قرار التأجيل حتى يتسنى التوصل الى توافق حول المسائل كافة". واكد البشير "حرص الأردن على عقد الاجتماع واستعداده الدائم لاستضافته في وقت لاحق". واعلنت وزارة البيئة الفرنسية السبت ان المؤتمر أرجىء الى موعد لم يحدد "بناء على طلب الأردن بسبب توترات بين الجامعة العربية ودولة اسرائيل". وهذا المؤتمر الوزاري الذي كان سيعقد في الشونة على البحر الميت غرب المملكة في 29من الجاري، متوقع منذ وقت طويل. وكان جرى الحديث عنه في اعلان 13تموز/يوليو في قمة باريس التي شهدت انطلاقة الاتحاد من اجل المتوسط. من جانبه، حمل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مجددا وبشدة على استبعاد الجامعة من حضور اجتماعات الإتحاد من أجل المتوسط قائلا :"إن الجامعة العربية لن تكون أبدا مواطنا من الدرجة الثانية داخل الإتحاد، وهو بناء يراد منه خدمة أهداف معينة". وقال موسى، في تصريحات للصحافيين أمس، "نحن الآن نراقب هذا الموقف ونتابعه وسوف يكون هناك موقف رسمي لجامعة الدول العربية سيعلن في حينه إذا اقتضى الأمر". وأكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في الوقت نفسه أن الدول العربية تريد التعاون المتوسطى. وحول الموقف العربي الرسمي من الفيتو الإسرائيلي من مشاركة الجامعة العربية في اجتماعات الإتحاد من أجل المتوسط، قال موسى: "إن الموقف العربي هو رفض هذا الفيتو"، معتبرا أن إلغاء الحكومة الأردنية مؤتمرا متوسطيا للمياه كان إجابة قاطعة وحاسمة، ويمثل الموقف العربي المحترم مع الجامعة العربية بأنه إما هذا وإما لا تنعقد الاجتماعات. ونبه موسى الى أن هذا هو الموقف العربي الذي سيكون على الدوام والذي افتتحه القرار الأردنى المهم وفيه "رسالة غاية في القسوة والرصانة". وردا على سؤال حول رأيه تجاه موقف الدول الأوروبية التي أيدت الفيتو الاسرائيلي، قال موسى: "إنها قلة من الدول وربما تكون منعدمة، وذكر لنا أن هناك بعض الدول الأوروبية تؤيد الموقف الاسرائيلي، ومن خلال الاتصالات المستمرة التي قمت بها لم أجد هذا التأييد"، مؤكدا أن الكل يؤيد وجود الجامعة العربية ومشاركتها في أعمال الإتحاد ومن حق الجامعة العربية أن تشارك ولا جدال في ذلك. واستغرب موسى هذا الموقف قائلا: "لا أفهم أبدا أن تناقش مبادرة الجامعة العربية والجامعة غير موجودة، هذا نوع من الهزل نحن لن نقبل به، ويقولون إن الجامعة سوف تكون موجودة ولكن بمشاركة مقيدة، أيضا هذا لن نقبل به، هناك أمور يمكن التعاون فيها لكن هناك مبادئ وأصول لابد من احترامها وهذا هو الموقف الذي سنتخذه وسوف نتحمل بكاملنا نتائجه".