مها السقا مديرة ومؤسسة مركز التراث الفلسطيني في بيت لحم، امرأة فلسطينية عملت جاهدة على احياء تراثها وحضارتها بكل ما لديها من عزم وقوة حتى يبقى تراث وطنها حيّا لا يفنى، تمتلك مجموعة متنوعة من الاثواب الفلسطينية ترمز لمناطق ممتدة من الشمال الى الجنوب، وهي ايضاً باحثة تراثية تعرفت من خلال ابحاثها الميدانية في المخيمات ان اكثر ما تعتز به المرأة الفلسطينية ثوبها التقليدي المطرز الامر الذي دعاها للتركيز على الثوب في أبحاثها، فأقامت أول عرض للازياء عام 1991.هنا نص حوار مها: @ ما الهدف من تأسيس مركز التراث الفلسطيني؟ - هدفي هو احياء وتوثيق نضال الشعب الفلسطيني الذي عاش القهر والظلم على يد سلطات الاحتلال الاسرائيلية التي تحاول سرقة تراثة. @ لديك مجموعة كبيرة من الأثواب المطرزة ذات ألوان مختلفة،فالى ماذا ترمز الالوان؟ - يختلف كل ثوب عن الآخر حيث يشكل كل ثوب هوية للمنطقة التي خرج منها، فمثلا ثوب (الجنة والنار) ترجع تسميته الى لونيه الأحمر (النار) والأخضر (الجنة).. فاللون الأحمر بدرجاته له الغلبة، فالأحمر النبيذي لرام الله، والأحمر البرتقالي لبئر السبع، والزخارف والتطريز الموجودة على كل ثوب تعكس البيئة المحيطة من أشجار وجبال ومعتقدات وتراث، لدي ثوب مصنوع من قماش الكتان الكحلي، نسج بمدينة المجدل المحتلة ويمتاز بالقبة واكمام الثوب المطرزة بشكل جميل. @ ماذا تعني لك هذه الأثواب؟ - هذه الأثواب شهادة على الوجود والحضارة،فمثلاً ثوب بلدة أسدود مازال شاهدا على أن اسدود لن تكون -اشدود- كما يطلق عليها الصهاينة،ويمتاز هذا الثوب بالتطريز الجميل الكثيف وبزخارف شجر السرو والنخيل. فالثوب الفلسطيني في واقع الأمر هو أكثر من كونه ثوبا، إنه فن وثقافة وتراث، وشعب له مثل هذا التراث هو شعب باق لن يموت. @ هلا حدثتنا عن ثوب عروس بيت لحم؟ - ثوب بيت لحم يعني لي الكثير، وهو الثوب الذي سرقه الصهاينة ودونوه باسمهم، مثل الملابس التي ترتديها مضيفات طائرات العال الإسرائيلية، وهي من التراث الفلسطيني وتقدم على أنها إسرائيلية. ثوب عروس بيت لحم ثوب يمتاز بالتطريز الكثيف على القبة والجوانب، وبالشطوة (غطاء الرأس( المغطاة بالمرجان والعملة الذهبية والفضة وهو اكثر ما يميز هذا الثوب، ولقد كان هذا الثوب جزءاً من المهر المقدم للعروس لتتزين به يوم عرسها.فهذا الثوب وضع في المجلد الرابع من الموسوعة العالمية كاحد ازياء التراث الاسرائيلي الى ان شاركت بهذا الثوب في مسابقة عالمية اسمها (المرأة والسياحة والتراث( الى جانب 60دولة عندها ازيل الثوب من الموسوعة العالمية كثوب اسرائيلي. @ وكيف كان شعورك عندما ازيل؟ - لم أكن راضية لأنني كنت اطمح الى ابقائه تحت اسم فلسطين، وهو الامر الذي اعمل جاهدة من اجله من خلال مركز التراث الفلسطيني. @ أي الأثواب اجمل برأيك؟ - انا أرى ان أجمل أثواب فلسطين ثوب عروس بيت دجن الذي يمتاز بالكتان الأبيض وبالتطريز الكثيف على الصدر وعلى جوانب الثوب ويزين الرأس الغطاء المحمل بقطع العملة الفضية، وقد حظيت أثواب بيت دجن باهتمام عالمي بسبب تفردها. @ من الذي ساندك منذ البداية؟ - لقد جاء الدعم من كثيرين بشكل عام، وبشكل خاص جاءني الدعم من زوجي ومن ابنتي ايمان الحاصلة على الدكتوراة في الآثار..