أظهرت دراسة استطلاعية أن تهديدات الإنترنت قد بلغت مستويات مقلقة في المنطقة تنذر بمخاطرَ جمَّة ما لم تتمّ مواجهتها على نحو حازم، إذ أشارت الدراسة إلى أن 70% من المستخدمين في الشرق الأوسط يتعرضون لهجمات فيروسية شرسة يومياً. جاء ذلك في نتائج الدراسة الاستطلاعية التي قامت بها شركة (تريند مايكر)، المتخصصة في مجال برمجيات وخدمات أمن المحتويات والشبكات، والتي شملت شركات وأفراداً في دول مجلس التعاون الخليجي. حيث كشفت الدراسة النقابَ عن أنه في الأشهر الثلاثة الماضية أصابت الرسائل المتطفلة أو غير المرغوبة 80% من المستخدمين، فيما أصابت الفيروسات 31% منهم، وبلغت نسبة المستخدمين الذين أصابت حواسيبهم الفيروسات وهجمات حصان طروادة معاً 23%. ومن اللافت أن 25% من المستخدمين كانوا يجهلون تماماً جدّية المخاطر التي تهدِّدهم من جرّاء مثل هذه الهجمات الشرسة. وفقاً للدراسة، فإن نحو 81% من العينة العشوائية التي بلغ عدد المشاركين فيها 500شخص في دول مجلس التعاون الخليجي يتفقدون بريدهم الإلكتروني في العمل، فيما أشار نحو 54% إلى أنهم يتفقدون حساباتهم المصرفية الشخصية عبر الإنترنت. وعلى صعيد آخر، أظهرت الدراسة أن 87% من إدارات تقنية المعلومات في الشركات تعتمد على حلول برمجيّة أساسية وغير متقدِّمة. تعليقاً على الدِّراسة ونتائجها، قال ريموند جينيس، كبير مديري التقنية في تريند مايكرو: بطبيعة الحال، لا يخلو عصر الإنترنت من المخاطر المُحدقة، وعلينا ألا نستهين بمثل هذه المخاطر الجدّية التي قد تلحق بنا الكثير من الأضرار الجسيمة، من الناحية العملياتية والمالية. لقد أظهرت دراستنا جلياً أن الشركات والأفراد لا يأخذون التهديدات المحيطة بشبكاتهم وحواسيبهم على مَحءمَل الجدِّ، ولابدّ أن يتغيَّر مثل هذا الموقف دون إبطاء. ويتابع جينيس قوله: وكما نعلم، فإن الشركات والأفراد في أنحاء العالم يعانون من سرقة الهويّة وفقدان المعلومات الشخصية والمؤسسيّة الحسّاسة وما يترتب على ذلك من مخاطرَ لا حصرَ لها. ولاشك أن منطقة الشرق الأوسط ليست في منأى عن كلِّ ذلك. يُشار هنا إلى أن التهديدات تتسلَّل إلى حواسيبنا المؤسسية والشخصية دون علمنا أو معرفتنا أو موافقتنا، وحيث إن 72% من الموظفين يتصفحون مواقع على الويب لا علاقة لها بالعمل، فإن فرصة تنزيل مواد برمجية خبيثة تنطوي على مخاطر فيروسية تبدو فرصة عالية. في هذا الإطار، تبدو النقاط الساخنة Hot Spot المستخدمة في توفير خدمة الإنترنت اللاسلكية أكثر خطراً من غيرها، إذ تظهر الدراسة أن 73% من الموظفين يستخدمون حواسيبهم النقالة خارج مكاتبهم، وهذا يضاعف فرصة الإصابة بهجمة فيروسية قد تدمِّر بيانات ومعلومات غاية في الأهمية. يتابع جينيس: "وصلت تهديدات الإنترنت المحيقة بدول مجلس التعاون الخليجي إلى مستويات تدعو للقلق، ولابدّ من الاستعانة بحلول برمجية متقدِّمة وموثوقة لحماية أجهزتنا وشبكاتنا من هجمات الويب، وحيث إن 82% من المستخدمين يعتمدون على حلول برمجية بسيطة لتوفير الحماية اللازمة، فإن علينا بذل المزيد لتعزيز توعية ومعرفة المستخدمين بشكل أفضل