إن أي دولة من الدول تبحث عن المكانة والتأثير الإقليمي أو الدولي لابد لها أن تستند إلى مبادئ وأسس تقوم عليها تتسم بالقوة والتماسك، والعمق، وتجند لها جيشاً من المثقفين والأكاديميين ورجال المجتمع ورجال السياسة بالاضافة إلى القوة العسكرية للدفاع عنها سلماً في وقت السلم وحرباً في وقت الحرب. إن وجود المبادئ الواضحة والراسخة التي يجب أن تقوم عليها الدولة - أي دولة - تجعلها بلاشك محط الاحترام والتقدير من العالم، وليس الهدف المقصود هنا أن تجعل هذه المبادئ الدولة محبوبة ومقبولة دولياً ولكن الهدف أن تكون هذه المبادئ قادرة على خلق دولة قيادية في محيطها الإقليمي أو الدولي أو حتى في محيطها القاري؛ حيث إن احترام هذه المبادئ مهم وشرط أساسي من أجل أن تكون هناك شرعية للقيادة العالمية، والتأثير الطويل المدى. إن الأمم والدول التي تفقد مبادئها وتتخلى عنها بسهولة تفقد بلاشك الاحترام وبالتالي تفقد قوة التأثير والقيادة والزعامة ومن ثم تفقد قدرتها على تحقيق أهدافها ورغباتها. هناك العديد من الدول والامبراطوريات عبر التاريخ القديم والحديث تقوم على مبادئ وقيم ترفعها إلى مستوى التأثير على مجريات التاريخ، وبمجرد أن تتخلى عن مبادئها وقيمها تفقد هذه المكانة وتخسر زعامتها .