العالم رجل وامرأة ولكل واحد منهما حقوق وعليه واجبات، وبه طباع وسمات ومواصفات خاصة مجبولان عليها، وخلقا واجتمعا ليؤدي كل منهما ما سخر له. بمصداقية ترفض المقدمات والزخرفة المرأة هي البيت والأساس فيه، فإما أن تجعله يستبغ بسعادة وهناء، أو يتوقد بلهيب وتعاسة. الشخصية الحادة الطبع قد تكون رجلاً أو امرأة، ولكن من يتصف بتلك الصفة يحتاج أن يتغير، ويصنع "كنترول" لردود أفعاله وتصرفاته لأن الخسائر فيه لا تقارن بالريح، والندم وطلب السماح والترجي لا ينفع دائماً وإن كان فهو لا يزيل جميع ما يلطخ نفس الآخر. والسطور تخص تحديداً نموذج الزوجة السليطة التي تحمل مسمى امرأة بالاسم، والطباع خليط!، فهي امرأة ظاهرياً والمضمون مختلف ويطغى عليه السمت "الذكوري"، وأيضاً الأخرى التي تنسى انها ليست الرجل ولا يجب أن تتصرف على هذا الأساس، ولها أقول: أقرئي بتمعن كتاب الزواج من أوله إلى آخره وحددي موقفك لأنك لو دققت النظر من البداية ستلاحظ ان الرجل كان المبادر وهو من تقدم لخطبتك وهو أيضاً من تمم باقي الاجراءات وعلى هذا التسلسل لابد أن تسير باقي الحياة المشتركة ليحترمها ويؤمن بها. سأقول لك حقيقة بيني وبينك: الرجل يا عزيزي لا يريد ولا يفضل أن يتزوج رجلاً مثله يشاطره القوامة والقوة والحدة، والأمر والنهي، وقيادة دفة السفينة والإصرار والتحدي إلا "الشواذ"!. الرجل الحقيقي يريد الزوجة تستظل بظله ويشعر بقمة ضعفها أمام قوته لتحقق المعادلة المنصفة لنصف آخر يكمله لا أن يشابهه، هذه كلمة واقعية تفسر أوضاع مستهجنة نراها ونصمت مكتفين باللا تعليق. حروب ومشاكل وأخذ ورد من أول الزواج ولا تستطيع المرأة أن تفهم سر هذا، ويحجم الرجل عن الاعتراف به إلا في الآخر حين تخرج عفوية "أنا أشعر أني متزوج رجلاً"، ولن تقدر الزوجة أن تفهمها، وستغوص في خيالات عدم اقتناعه بمظهرها الخارجي، وشح الأنثوية في صورتها، فيما هو قد لا يقصد ذلك، وإنما اعتمادها على ذكائها وتدبيرها لأمورها باستقلال تام عنه، وفي جدله معها ربما لا تجاريه فقط بل تتفوق عليه وهذا دون أن تشعر قد يقلل رصيد قبوله لها، ولو من موقف قد تعده سخيفاً وعادياً، وفي قاموسه هو عظيم، مثل: أن يخرج معها للسوق وكما اعتادت بحسن نية تسأل البائع عن الأسعار وتفاصل، وتطلب منه أن يناولها، فيخلق هذا التصرف شعوراً في نفس الزوج لا يمكن أن تتصوره، أو أن تبدي رغبة في أن تدفع عنه ما دام ليس معه المال، ومثل: أن تشير عليه أن يسأل عن العنوان في الشارع بدل الضياع والتيه والدوران وإهدار الوقت دون جدوى، أو كتلك التي أثناء اتمام الزوج لإجراءات جوازات سفرهما في المطار أنهت هي موضوع الشحن ولم تنتظره أو تخبره، ومن هكذا مواقف يبدأ مسلسل نفور لا تستوعبه، وهذه التصرفات مما تعدها أمراً دارجاً وهو يعتبره إهانة وتجريحاً في رجولته وقدراته، وهو تفسير المثل الصيني: البيت الذي تمارس فيه الدجاجة عمل الديك يصير إلى الخراب. ففي صورة أخرى تجد الرجل ما أن يتنفس الصعداء يتزوج بأخرى مع أن الأولى تفوقها جمالاً وحيوية، ولم ينقص بيته شيء، وهي تحملت عنه كثيراً من المسؤوليات وأفرغته لراحة باله، فتربي الأبناء، وتكمل نواقص البيت وتتابع خدمه، وتسوي أمورها كاملة، وتشفق عليه من الضغوط المادية أو المعنوية مما يجعلها والناس من حولها يرون فيه بعد زواجه بأخرى صورة النذل، الناكر للجميل، اللئيم، والأمر في الأساس أنه أراد الهروب من أسوار بيت لا يحقق رجولته كاملة، ويشعر بعدم الحاجة له فيه، فالبعد نفسي أكثر منه معنوي أو مادي، حيث ذهب ليبحث عن امرأة طاغية الشعور بقوامته، وتستند عليه وتعبّر بالقول والفعل عن اعتمادها وخضوعها وحاجتها له فمهما اشترى راحة باله وصبر واتكل على الأولى لن يستشعر انها تؤدي دورها الأصلي وواجبها نحوه كما يجب أن تكون داخل بيته وسيبحث عن تلك الضعيفة المنقادة، ونسمع كثيراً من الرجال يردد لا أحب المرأة الذكية، فهل سألنا أنفسنا، لماذا؟. أعرف زوجة لو استوت لها القدرة على أن تحمله عن الأرض كي لا يتعبه المشي لفعلت حتى ان التزاماته مع أهله "مواجيبه" تقوم بها باسمه، وتسدد الخلل وتبين للناس انه هو من فعل، وتهادي نفسها وتحدث الناس انها منه، وجزاء فعلتها الشنعاء أحضر أخرى أجنبية لتغطي ما ينقصه نفسياً!. عفواً.. احترم الرجال ولكنني أخلص لبنات جنسي وأطلب صالحهن، وما قلته هو القاعدة العامة وفطرة الله التي فطرنا عليها وما شذ عنها لا يدوم عنها لا يدوم برضى تام داخل الرجل ولو ادعى أو مثل ذلك. وبعيداً عن الشعارات لرجال أقعدهم ضيق ذات اليد أو البخل وأجبرهم لقبول ما تجود به شريكته سيكون هناك فجوة تجتاح حكمتها وتقديرها ليس بمساعدته جهاراً بل سراً، وظاهرها لا يستغنى عنه وفي قمة العوز لحمايته وصرفه والاحتماء من ضعفها بقوته، لا نقول أرهقيه وحمليه ما لا يطيق، وأمسكي ما بيدك واتكل عليه بل عيشي بحجم امكاناته واجعليه يشعر بذلك، وارتقى معه وبه. .. فهذا هو الرجل بنظرة شمولية طال الزمان أو قصر، ومهما ولت أزمان وحلت أخرى سيستمر الحال كما هو، وهذا ما يجعل تلك الزيجات التي يدخلها بمجهوده الشخصي فاشلة بنسبة عالية، وكثيراً منها لا يخلو من الخيانة أو الغدر لأن الرجل من البداية كان "لا شيء"، فمهما احتد ورضخ للظروف، فأصول فكره وجبلته وشيمة نفسه سترفض مهما خدرها.