وجودي على بيت الشعر عقب بيت الطين وجودي على شوف المغاتير منثره الرجوع إلى ما ألفته النفس وتعودت عليه أمر طبيعي لدى الجميع، وما لحظات التغيير التي تطرأ على حياة الإنسان عندما تتبدل أحواله الاجتماعية أو الاقتصادية إلى سلوك أقرب ما يكون إلى "المزيف"، وهذا لا يعني الممانعة من أن تتحسن أحوال الإنسان إلى الأفضل ولكن ما أعنيه هو التغير السلوكي في طبيعة الإنسان الأصلية والتي ألفها منذ صغره واكتسابها من البيئة المحيطة به، فعندما تتلبسه تلك الأحوال يصيبه نوع من التنكر والغرور على حياته السابقة إلى حد انه لا يريد من أحد أن يذكره بذلك الماضي مهما كان فيه من إيجابيات عليه. وإذا كان هناك مصارحة واضحة فلن تكون أشد من هذين البيتين من الشعر: لبيت تخفق الأرياح فيه أحب إليّ من قصر منيف ولبس عباءة وتقرعيني أحب إليّ من لبس الشفوف