أمضيت بضعة أيام في جزيرة فرسان خلال إجازة عيد الفطر، وكانت من أمتع الرحلات التي قمت بها منذ أمد بعيد، ولذلك فأنا أشجع جميع القراء على الذهاب إلى هذه الجزيرة الجميلة، التي تتمتع بعذرية شواطئها وجمال الشعب المرجانية في مختلف الجزر التابعة لها. ولكي تذهب إلى هذه الجزيرة الجميلة، تحتاج إلى أن تركب عبارة (مجانية) من مدينة جازان إلى فرسان، ولكن ما نغص علي رحلتي هو طريقة حجز المقاعد وركوب العبارة، حيث إن طريقة الحصول على التذكرة بدائية جدا: فالراكب يذهب إلى مركز الحجز الواقع في ميناء جازان لينتظر في منطقة ينقصها التكييف والكراسي. وحيث إن فترة فتح شبابيك الحجز محدودة، فإن الراغبين في حجز مقاعد على ظهر العبارة يحضرون خلال ساعات الصباح الباكرة. ولابد من إحضار أصل إثبات الهوية وإستمارة السيارة إذا كان الراكب يرغب في اصطحاب سيارته معه لكي يتم إدخالها في الجهاز واستخراج تذكرة السفر. وبعد ذلك كله يقوم الركاب بالمشي على الأقدام لمسافة غير يسيرة تحت أشعة الشمس الحارقة لينتظر مرة أخرى في منطقة غير مكيفة إلى أن يتم الإعلان عن تحميل الركاب والسيارات. وحيث إن وزارة النقل هي المسؤولة عن العبارة إدارياً وتشغيلياً، فيحق لي أن أتسأل عن سبب عدم استخدام تقنية المعلومات في هذا المجال؟ هل كان من الصعب على المسؤولين عن العبارة في وزارة النقل أن يفكروا في استخدام التقنية كحل للمشكلة التي تواجه المسافرين إلى فرسان بشكل يومي. فعلى سبيل المثال، لو تم وضع الحجز عن طريق الإنترنت بحيث يسهل على الراغبين في السفر إلى فرسان دخول موقع العبارة على الشبكة العنكبوتية وإدخال معلوماتهم وطباعة ورقة الحجز، ومن ثم يتم التأكد من هوية المسافر عند الصعود للعبارة. إن هذا الإجراء من دوره أن يقلل ساعات الانتظار أمام مكتب التذاكر، ومن شأنه أن يدعم السياحة لجزيرة فرسان حيث يستطيع السائح من خارج منطقة جازان حجز تذاكر العبارة وهو في مدينته. إن تحسين الخدمات مطلب ضروري من قبل جميع الدوائر الحكومية، خاصة وأنها تأتي كسياسة عليا من قبل أعلى سلطة في المملكة، وما يحدث من بعض الدوائر الحكومية من إهمال يجعلني أتسأل: هل عدم وجود الرقيب يجعل تطوير وتحسين الخدمات الحكومية أمراً ثانوياً، أم أن المبادرة إلى تحسين الخدمات إلا عندما تكون هناك هالة إعلامية تكيل المديح للقائمين عليها، كما هي الحال في مدينة جازان والعبارة التي تنقل الركاب والبضائع، فهي ليست محط أنظار الإعلام، ولذلك فليست هناك فائدة مكتسبة من تطوير خدماتها. آمل من المسؤول الأول في وزارة النقل النظر في تقديم بعض الخدمات الممكنة عن طريق تقنية المعلومات، والتي لن تكلف الكثير من ميزانية الوزارة وهذا من دوره أن يساعد الوزارة في أن تكون سبّاقة إلى تطبيق الحكومة الإلكترونية إن شاء الل