تفاجأ عدد من الطلاب المكفوفين بالمدارس الحكومية بإغلاق برنامج التربية الخاصة (العوق البصري) الملحق بعدد من المدارس بعد أن تم دمجهم لعدة سنوات بزملائّم المبصرين والذي نتج عنه فوائد متعددة من خلال اختلاطهم بزملائهم وإكسابهم العديد من المعارف والمهارات التي كانوا يفتقدونها وارتفاع مستوى تحصيلهم العلمي والسلوكي وزوال الكثير من المشاكل، التي يعانون منها مثل الانطواء وقلة الاحتكاك بغيرهم. وقد صدم الطلاب المكفوفون بالقرار الاداري الذي تضمن خطاباً موجهاً للمدارس نصه (إن مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض "بنين" بالانابة وبناء على الصلاحيات المخولة لنا وبناء على ما اقتضته المصلحة العامة وبناء على تعميم معالي نائب الوزير لتعليم البنين رقم 14/171وتاريخ 1429/6/3فقد تقرر اغلاق برنامج التربية الخاصة العوق البصري بمدرسة ابن رجب الحنبلي ونقل الطلاب المكفوفين ومعلمي البرنامج إلى معهد النور). كما عبر الطلاب المكفوفون عن عميق حزنهم واستيائهم من هذا القرار الذي لا يخدمهم. "الرياض" من خلال جولتها بعد أن تلقت سيلاً من المكالمات من أولياء أمور الطلاب معبرين من خلالها عن استيائهم من هذا القرار التقت عدداً من الطلاب المكفوفين. وقال الطالب محمد العنقري أحد الطلبة بالمرحلة المتوسطة إننا تفاجأنا بالقرار رغم أن لنا ثلاث سنوات ندرس بالمرحلة المتوسطة من خلال الدمج مع زملائي الأسوياء حيث يتعاملون معنا بكل احترام وتقدير وكذلك المعلمين، أما نقلنا لمعهد النور فإن فيه مشقة علينا وكلفة نظراً للبعد وكذلك لم أتعود على الدخول في معهد النور للمكفوفين. وقال جابر الجابر إن القرار الصادر من الوزارة بإغلاق البرنامج ونقلنا من بين زملائنا المبصرين الذي تعودنا عليهم بالاضافة الى أن المعلمين كانوا يراعوننا ويعطفون علينا أما هذا القرار فقد أزعجنا ويعتبر صدمة مؤلمة لنا. وقال عبدالله الراجح إنني مرتاح أثناء دمجنا مع زملائنا المبصرين أما نقلنا لمعهد النور فالتعامل سيكون مع مكفوفين وليس فيه ارتياح لنا ولا لآبائنا كذلك ونتمنى أن تراجع الوزارة قرارها وتنظر لنا بعين الرأفة والشفقة. أما الطالب صالح بدر الجويان فاكتفى بقوله صدمة قوية وجهت لنا لم نتمالك معها أنفسنا ويعتبر القرار تعسفياً وغير صائب. وقال أحد المشرفين للإعاقة البصرية إن القرار غير صائب فالطلاب منذ أن كانوا في المرحلة الابتدائية وهم مع الدمج بزملائهم ويوجد لدينا مدرسو اللغة الانجليزية والرياضيات والعلوم يقومون بتدريس الطلاب في فصول مستقلة لهذه المواد لأنها تحتاج إلى نوعية معينة من الشرح أما بقية المواد كالرياضة واللغة العربية والدراسات والفنية فهم مع بقية زملائهم في الفصول. وقال ان قضية نقلهم إلى معهد النور سيؤرقهم نظراً لأن غالبية المعلمين بل كلهم مكفوفون وضعاف بصر مما سيزيد من معاناتهم أكثر.. أما بقاؤهم مع زملائهم ففيه فوائد كبيرة علماً أن أحد الطلاب المكفوفين حصل على المركز الأول على الطلاب في المرحلة المتوسطة فهذا دليل على نجاح برنامج الدمج فأنا أرى أن القرار مجحف في حقهم أولاً البعد عن منازلهم ثانياً لا يستطيعون أن يتفاعلوا مع المجتمع كما لو كانوا في مدرسة حكومية. وقال الطالب علي الدوسري بالصف الثاني ثانوي ان هذه السنة التاسعة أثناء برنامج الدمج ولكن لم تكتمل هذه الفرحة بعد سماعنا بقرار نقلنا وإعادتنا لمعهد النور الذي لا يوجد فيه اهتمام بناء رغم تجربتي في المعهد خلال سنتين ولم نجد فيه اهتماماً سواء بتوصيل المعلومة أو من قبل المعلمين.. أما في المدارس الحكومية فهم حريصون علينا ويحترموننا ويقدمون لنا كل الرعاية والاهتمام. أما إبراهيم القريني فيقول انني لا أؤيد النقل حيث مضى لي ثماني سنوات في المدارس الحكومية وكل عام تكون حالتي أفضل من السنة التي قبلها من خلال الزملاء والمستوى التعليمي في المرحلة الثانوية.. وقال انني درست في معهد النور سنتين لاقيت فيها التعب والملل وذلك بسبب المعلمين فيه وعدم ايصال المعلومة بالطريقة المنسابة بالإضافة إلى أن المعلمين مكفوفون. وقال محمد عبدالله ان سعادتنا قد سلبت بعد هذا القرار غير الصائب فلا أريد النقل ونناشد المسؤولين بمراعاة حالتنا لأن الذين في المعهد أغلبهم كبار في السن وليسوا على مستوانا.. وقد عودنا الدمج على الراحة النفسية مع زملائنا وازاحة الخجل عنا. وقال محمد سلطان القويز ان عملية الدمج افادتنا كثيراً من خلال تكوين العلاقات مع زملائنا المبصرين اثناء الفسح والواجبات ونحس اننا لا نختلف عنهم اما انتقالنا لمعهد النور فهذا سيولد لدينا احساس الغربة والانطوائية.