خطفت المجاهدة الجزائرية المشهورة جميلة بوحيرد الاضواء، كل الأضواء من ضيف الجزائر علي أحمد سعيد المعروف بأدونيس وهي تسلم له مساء الاثنين وسام المكتبة الوطينة الجزائرية، أكبر صرح معرفي في الجزائر، في ختام محاضرة قدمها صاحب "الثابت والمتحول" حول موضوع "نحو ممانعة جذرية وشاملة" . ولم يحظ أدونيس بنفس تلك الهالة الإعلامية التي أحاطت جميلة بوحيرد وهي تقلد الشاعر الوسام الذي تمنحه المكتبة لكبار المثقفين والكتاب والشعراء من ضيوفها العرب والأجانب، حيث حاصرها الإعلاميون والمصورون من كل جنب تاركين أدونيس شبه وحيد فوق المنصة وهو يحضن وسامه وراحوا يأخذون معها الصور التذكارية، وراحت شاعرات جزائريات دعين لحضور الندوة الفكرية يطلقن الزغاريد تلو الأخرى شدت انتباه الشاعر السوري الذي راح هو بدوره يصفق لهن بحرارة قبل أن يقوم المشاركون في الندوة جميعهم ويصفقون للمجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد تقديرا لدورها الثوري إبان الحرب التحريرية الجزائرية وصبرها الاسطوري أمام الآلة القمعية الاستعمارية وممارسات جنرالاتها التعذيبية . ولم يغفل أدونيس وهو يعود لأوراقه ليستهل الرد على جملة التعقيبات التي وردت من نقاد وأدباء وشعراء جزائريين، التنويه بأهمية الوسام وهو يتقلده من يد رمز من رموز الثورة الجزائرية وأحد ابطالها ممن تعدت بطولاتهم أسوار الجغرافية الجزائرية وقال أودنيس ممازحا "صار الوسام مزدوجا .. كان مفردا فصار مثنى، وكان مذكرا فصار مؤنثا" . وتابعت المجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد باهتمام شديد مداخلة أدونيس التي تناولت إلى جانب الحركة الثقافية العربية بدءا من القرن التاسع عشر، مختلف خصائص الحركات الثورية العربية في النصف الثاني من القرن المنصرم . وفي محاولة منه "إبعاد التهمة" التي تلاحقه كما قال كلما تحدث عن الدين، اي تهمة التحامل على الدين ورفضه له، حرص أدونيس في مستهل مداخلته التوضيح أنه عندما يتحدث عن الدين فإنه لا يقصد الوحي وإنما النظام أو المؤسسة، أما الدين "بوصفه تجربة شخصية وإيمانية" فقال أنه "يحترمها ويدافع عنها" . ومن المنتظر أن يغادر الشاعر العربي الجزائر التي نزل الأحد ضيفا على مثقفيها اليوم الأربعاء بعد تنشيط أمسية شعرية بالمكتبة الوطنية بالحامة بالعاصمة الجزائر .