العمل التطوعي يكون بالوقت او الجهد او المال وهذا التطوع ملازم لجميع المجتمعات المتقدمة ومحل تقدير جميع الأديان السماوية والأعراف الاجتماعية فهو يمنح جوانحك الدفء والحب والإخلاص والمشاعر الصادقة في التبرع بالأعمال والانخراط بها فالعمل التطوعي قريب من العمل المؤسسي المنظم فيه شمولية في الأداء واستقرار ومنتشر للمجتمع. وهناك مؤسسات لابد من تفعيل دورها من اجل الوصول الى العمل التطوعي الكامل منها مجلس الشورى وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ورعاية الشباب والشؤون الاجتماعية والهلال الأحمر وبعض الجمعيات الأخرى الإنسانية. إن العمل التطوعي هو فضيلة حث عليها ديننا الحنيف فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (خير الناس أنفعهم للناس) فالعمل التطوعي بالإضافة الى انه طاعة لله ورسوله وله مردود على الإنسان من النواحي الاجتماعية والنفسية فيشعر الإنسان بأنه جزء من المجتمع والوطن الذي ينتمي اليه ويسعد عندما يرى انه استطاع في قضاء حاجة عامة لخدمة الناس كما انه يحظى بتقدير واحترام الآخرين. من الضروري ان يتصف العمل التطوعي بأنه يكون لوجهه الله تعالى ولا يرجي رضاء احد من الناس وان يكون العمل التطوعي في وقت الفراغ ولا يكون بالعمل المرهق وذو ساعات عمل طويله. تعاني مؤسسات خدمة المجتمع بفئاتها الخيرية والاجتماعية والدعوية والطبية وغيرها من عزوف كبير من المتطوعين وكم مات من الأفكار وأجهض من المبادرات بسبب قلة المتطوعين وفي حين لا تكاد تجد متطوعا بين عشرين شخصا بيننا بلغ متوسط الساعات التي يتطوع فيها الفرد البالغ في أمريكا خمس ساعات أسبوعيا!! ويعود ذلك لأسباب عديدة لعل أهمها هو "ضعف ثقافة التطوع"، حيث لا يتم تشجيع افراد المجتمع وتوعيتهم على المساهمة في هذه الأعمال. نلتقي اليوم مع رجل خدم في ارامكو 42سنة وشغل منصب المدير التنفيذي للامن والسلامة بشركة ارامكو قبل تقاعده ومدير فرع الجمعية الوطنية للمتقاعدين بالدمام سابقاً لمدة 8سنوات تقريباً. وهو الآن رئيس لجنة سعودة مقاولي أرامكو وعضو مجلس ادارة الجمعية السعودية لرعاية مرضى السرطان وجمعية السكر بالمنطقة الشرقية وعضو مجلس سباق الجري الخيري السنوي بالمنطقة الشرقية ايضاً. تحدث الأستاذ بداح بن مجدل القحطاني عن رؤيته للجمعية بعد تقديم استقالته من ادارة الجمعية الوطنية للمتقاعدين فرع الدمام واستمراره في الجمعية كعضو فعال في البداية قال ان الرؤية تبشر بالخير والسبب راجع الى ان تأسيس الجمعية كان على اساس متين والهدف كان واضحا وهو العناية بالتقاعدين والمتقاعدات السعوديين صحياً ومادياً واجتماعياً وثقافياً وترفيهياً. وعن فرع الجمعية الوطنية للمتقاعدين فرع الدمام قال ان الجمعية أسست قبل حوالي ثلاث سنوات وقبلها نعتبر انفسنا اول لجنة على مستوى المملكة تعنى بالمتقاعدين والمتقاعدات السعوديين من مدنيين وعسكريين ووضع لها اهداف وخطط استراتيجية تسير عمل اللجنة واذا تم النجاح للجنة في المنطقة الشرقية نقوم بتصديرها لمناطق المملكة الأخرى عن طريق الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية التي لا تزال تحتضن اللجنة بعد تأسيس الجمعية الوطنية للمتقاعدين بالمملكة، حيث تم لقاء مع اللجنة بالمنطقة الشرقية للتباحث الى ماوصلت اليه هذه اللجنة من خدمة للمتقاعدين. واشار الى ان فكرة انشاء اللجنة اولاً جاءت من مجموعة من متقاعدي أرامكو، حيث وجدوا بأن هناك فكرة سائدة في ذلك الوقت قبل عام 1421ه وهي ان المتقاعد ماهو الا مادة انتهى صلاحيته وادى واجبه واخذ حقه لذلك احسسنا بجزء من الاهمال فقررنا تغير هذا المفهوم لدى المجتمع حيث يصبح المتقاعد رجلا او إمرأة مساويا للفرد الذي يعمل ولما لا فهولاء هم الشريحة الذين خدموا البلد وشاركوا في بناء وتأسيس نهضتها الحضارية صناعياً وتجارياً وتعليمياً في جميع الحقول ولو نظرنا الى هذه الشريحة لوجدناهم هم من خدموا من 40الى 60سنة وهذا هو عمر النهضة الاقتصادية في المملكة. لذلك اخذنا على عاتقنا حمل هموم المتقاعدين وايصالها الى ولاة الأمر - حفظهم الله - الذين لا يألون جهداً في سعادة المواطن متقاعدا أو غير متقاعد، ومن هذا المنطلق تم بأمر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية والرئيس الفخري للجمعية بتأسيس الجمعية الوطنية للمتقاعدين بالمملكة ومقرها الرياض ولها فروع في جميع مناطق المملكة او اكثر اذا كانت المنطقة شاسعة المساحة. وعن وجهته القادمة اوضح الأستاذ بداح بعد تقديم استقالته من ادارة الجمعية بالدمام ان وجوده في فرع الدمام يخدم شريحة معينة فقط، حيث لم يخف بداح القحطاني خلال لقائه مع "الرياض" عن نيته في ترشيح نفسه في مجلس ادارة الجمعية الوطنية للمتقاعدين والتي ستعقد في صفر من عام 1430ه حتى يخدم اكبر شريحة ممكنة فالعمل التطوعي عامة وخدمة المتقاعدين خاصة تسري في عروقي وأؤمن بها إيمانا قويا. وعن نصيحته لزملائه المتقاعدين والمتقاعدات الذين لا يحملون بطاقات عضوية في جمعية المتقاعدين الوطنية على مستوى المملكة قال القحطاني ان اهم المشاكل التي نواجهها في جمعية المتقاعدين هو كيفية الوصول الى المتقاعدين والمتقاعدات الذين لم ينتسبوا للجمعية لعدم وجود وسائل اتصال وعدم وجود قوائم من المؤسسة العامة للتقاعد بالنسبة لموظفي الدولة والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بالنسبة للقطاع الخاص، حيث لم نفلح في الحصول على قوائم بأسماء المتقاعدين والمتقاعدات واعدادهم بصفة مستمرة من اجل تحديثها. ورسالتي لجميع المتقاعدين والمتقاعدات الالتحاق بفرع الجمعية الوطنية في مناطقهم لكي يساهموا بالرأي ويستفيدوا عندما تحصل الجمعية لهم على مميزات خلال تقاعدهم. وفي اجابته على سؤال حول ان عددا من المشاريع لم تنفذ إبان فترة إدارته لعل اهمها الحصول على تخفيضات الطيران والقطارات والحصول على تأمين صحي شامل للمتقاعد وعائلته والحصول على مبنى لنادي المتقاعدين بالمنطقة الشرقية، قال بداح نعم هذا صحيح ولكن انا لم اترك الجمعية الوطنية للمتقاعدين فرع الدمام فمازلت عضو فعال وفاعل في فرع الدمام والأهداف التي وضعناها الاخوة مستمرون في الحصول عليها في حالة انتخابي في مجلس ادارة اللجنة الوطنية للمتقاعدين في الانتخابات القادمة. واشار الى ان هناك عدة مطالبات تحققت وبعضها تحت الدراسة فهناك مثلاً المركز الثقافي للمتقاعدين وهو نادي المتقاعدين بالمنطقة الشرقية هو مطلب ملح ومن المواضيع التي تحظى بمتابعة من أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد فهذا المشروع وجدت تصاميمه وحصلنا على الموافقة عليه ولم يتبق إلا سوى الإجراءات التي تسبق الإنشاء.