من بين ما كسبته من عملي الصحفي خلال الأربعة عقود الماضية أنني تعرفت على عدد كبير من الصحفيين والأدباء والمثقفين والمبدعين في وطني الكبير وقد التقيت بالأديب الراحل عبد الله الجفري في مكتبه في جده خلال اعدادي (لتقرير اليوم) عن (لماذا تكتب) وعلى الرغم من انني لم أاخذ موعدا مسبقا لمقابلته فلقد استقبلني استقبال الفاتحين وسعد كثيرا بمتابعتي لما يكتبه هنا وهناك خصوصا وانا من الأحساء المنطقة التي تقع في الجزء الشرقي من بلادنا.. وراح يتحدث عن الأحساء بخلفية من عاش فيها.. حتى انه سألني عن صناعة البشوت وهل هي حكرا على عائلات معينة ام ان صناعتها وإبداعها مشاع لدى مختلف الفئات..؟!! ورحت اوضح له ان صناعتها ليست محتكرة ولكن هناك أسراً يتوارث أبناؤها هذه الصناعة ابا عن جد.. كان يستمع الي وهو يكتب بخطه الجميل كجمال خلقه وتواضعه وابداعه.. الإجابة على سؤالي (لماذا تكتب) بل انه اصر رحمه الله أن أتناول معه طعام الغداء.. ولكنني اعتذرت له وكنت صادقا بارتباطي بدعوة كريمة من الزميل المبدع (على خالد الغامدي) والذي كان يشاركني ايضا في اعداد وكتابة زاوية (تقرير اليوم) وراح يمتدح هذا الخالد والذي قال فيه الكثير من كلمات الثناء والتقدير لتميزه.. اذكر ذلك جيدا وانا اقرأ خبر وفاة ابو وجدي. او سيدنا كما يحلو لهشام حافظ ان يدعوه هذا المبدع الذي كان مدرسة في الثقافة والإبداع وقبل هذا وبعد هذا في التواضع والمواطنة التي تسكنه حتى النخاع فكتب عن هموم المواطن بصدق وشفافية وجسد الجوانب الإنسانية المختلفة في مختلف مجالات ابداعه المتنوع فكان عبارة عن كاميرا دقيقة صورت الواقع الاجتماعي في بلادنا اروع تصوير.. ومثل هذا المبدع الشامخ الذي ودعنا الى رحمة الله الواسعة بعد معاناة يستحق منا ان نوفيه حقه ونكرمه بعد وفاته من خلال العديد من الفعاليات والإصدارات الخاصة التي توثق ابداعه الكثير في المقالة والقصة والرواية ولماذا لاتكون هناك مسابقة تطرح لافضل دراسة تقدم عن فقيد الثقافة والصحافة في بلادنا.. فهذا اقل مايجب أن نفعله ونقدمه لمبدع كبيرمن تكريم وتقدير.. كعبد الله جفري رحمه الله رحمة واسعة.. فهل نفعل.. نأمل ذلك.