جميع شعوب الدنيا وقفت مترددة أمام التجربة الثانية للزواج، ربما لأسباب اقتصادية في الأساس وإن لم يفصحوا عن ذلك وانما وجدوا أنهم ما داموا مضطرين إلى الدعوة للزواج بواحدة فيما قد يبدو تكريما واحتراما للمرأة فلا بأس من أن تجير الدعوة لصالح المرأة حتى وإن أضمرت النفوس غير ذلك، وعكست الأمثلة الشعبية لدى الشعوب حقيقة هذا الموقف على الصعيد الاجتماعي البسيط. واذا كانت بعض الأمثلة الشعبية قد وقفت عند التقرير، مثل: "محظوظ زوج الواحدة، ومتعوس زوج الاثنتين" فغالبية الأمثلة الشعبية وضعت الزواج باثنتين مقابل تشبيه مستحيل، غالبا ما يكون مستمدا من البيئة، ولكنها كلها بمعنى واحد، مثلا البعض يقول: "أنت لا تستطيع أن تجدف لقاربين في وقت واحد" وهو نفس المعنى في مثال آخر لدى آخرين يقول: "أنت لا تستطيع أن تتسلق نخلتين في ذات الوقت" ونفس المعنى في مثل آخر: "أنت لا تستطيع أن تربط حصانين في شجرة واحدة". محظوظة بلا شك المرأة التي تدافع عنها فلسفة المثل الشعبي، وإنما لا أريدها أن تغتر وهي ترى نفسها مشبهة مرة بنخلة شامخة ومرة أخرى بمهرة نافرة أو حصان ومرة ثالثة بقارب أجمل وسائل الابحار، فهناك من الأمثال ما لم يحسب لمعنوياتها حساب فيصوغ الاستحالة بشكل مضحك: "أنت لا تستطيع أن تحمل بطيختين في وقت واحد" ولابد أن المثل يقصد بطيخا بالغ الضخامة بحيث لا يبين له طول من عرض، وفي أمثلة أخرى هي دجاجة وفي غيرها "نصف الشر" وفي غيرها "عقلها أنظف من عقل الرجل لأنها تغيره كل لحظة" وفي غيرها "عصبية كالحصان، عنيدة كالفيل، ماكرة كالثعلب" ولا داعي للتمادي مع تشبيهات سلبية، لأننا بلا شك نفضل حين يكتفي الرجل بامرأة أن يكون ذلك بقرار حكيم منه وليس بسبب القهر والخوف من شراسة امرأة. في كل الأحوال، في حالات السلب في التشبيه أو الايجاب، سواء قالت الأمثلة الشعبية أنت لا تستطيع أن تثبت قدميك على ظهري حمارتين تعدوان أو قالوا أنت لا تستطيع أن تعيش الا مع ملاك واحد فالذي لا شك فيه أن بناء خلية اجتماعية صغيرة، أسرة، يجب أن ينهض على أساس من الحب والعدل والرحمة بين شريكين اثنين، بحقوق متساوية وعادلة، وباحترام متبادل ونابع من حب واعلاء، وبنية خالصة يشهد عليها الله سبحانه وتعالى لمواصلة الطريق كاملا معا حتى نهايته، هذا رأيي المشروط بأن تبحث المرأة عن رجل ما في زمن ما ألهم الناس مثلا شعبيا يسري كالعدوى بين الشعوب، يقول: "المرأة مثل تقويم الحائط.. لا تصلح الا لعام واحد !!"