رعى صاحب السمو الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف، فجر أمس الأربعاء بتوقيت الرياض، احتفال الوفد الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة وقنصلية خادم الحرمين الشريفين في نيويورك وهو الاحتفال الذي أقيم في مقر المنظمة الدولية. الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، كان في مقدمة حضور الاحتفال لتهنئة المملكة العربية السعودية بمناسبة يومها الوطني. مندوبو كافة الدول العربية والإسلامية والصديقة لدى الأممالمتحدة تواجدوا إلى جانب حضور كبير لكبار المسؤولين في المنظمة الدولية والوكالات التابعة لها ولأعضاء من الجاليتين العربية والإسلامية في الولايات المجاورة لولاية نيويورك وحضور كبير للمبتعثين والمبتعثات السعوديين. صاحب السمو الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير و المستشار الأستاذ عبداللطيف بن حسين سلام القائم بأعمال وفد المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة والأستاذ مساعد بن عبدالمحسن القناوي القنصل العام بالنيابة لخادم الحرمين الشريفين في نيويورك كانوا في استقبال المهنئين للمملكة في يومها الوطني. الاحتفال كان مذهلاً إلى درجة أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تجاوز الحد الزمني ( 15دقيقة) في حضوره لأي مناسبة يوم وطني لأي دولة أخرى، وذلك بأن ما أمضى في احتفال المملكة ما ينوف على الساعة وكانت ترافقه زوجته وهو أمر لم يحدث في احتفالات الدول الأخرى. سمو الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير اصطحب الأمين العام بان كي مون إلى موقع "الجلسة السعودية" في قاعة الاحتفال بمقر الأممالمتحدة وهناك جرى تقديم القهوة العربية والتمور السعودية للسيد بان كي مون وزوجته كما قدمت لهما المأكولات السعودية التي أُعدت في نيويورك خصيصاً لليوم الوطني. حشود المدعوين من مندوبي الدول والحضور الآخرين تزاحموا حول الجلسة السعودية لمشاهدة الأمين العام وهو يجلس الجلسة العربية وكأنه يجلس في مكان يبعد آلاف الأميال عن مقر منظمته الذي هو لا زال يجلس فيه.. ومما أكمل روعة المشهد والأمين العام في الجلسة السعودية، بدء الأناشيد والعروض الوطنية السعودية على شاشة كبيرة وهو العرض الذي نقل الجميع، حقاً، إلى المملكة العربية السعودية في ثوان قليلة. وحول الحفل الناجح والكبير قال الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير ل "الرياض " انه لشرف لنا جميعاً أن نحتفل بهذا اليوم الكبير العظيم الغالي بالنسبة لنا جميعاً وهو اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية. وكما شاهدت، فقد شارك معنا الأمين العام للأمم المتحدة الذي شرب القهوة العربية وتناول التمور السعودية التي استلذها وأمضى معنا وقتاً طويلاً سألنا فيه عن العادات والتقاليد عن الحياة في المملكة والحقيقة انها كانت فرصة جميلة لتبادل بعض الأفكار والآراء مع معاليه. ويضيف الأمير تركي " في حديثي معه (بان كي مون) أكد على أهمية الحوار بين الأديان الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقال انه يعمل الآن كل جهده لعقد اجتماع تحت مظلة الأممالمتحدة في شهر نوفمبر المقبل.. وهو حالياً على اتصال مستديم مع المملكة العربية السعودية ومع البلدان الأخرى للمشاركة في هذا الاجتماع الأممي". وقال سمو الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير: "هذا الحفل جمع الكل فكما شاهدت كان هنا أعضاء الوفد لدى الأممالمتحدة والقنصلية في نيويورك والاخوة المشاركون من وزارة الخارجية في هذه الدورة للجمعية العامة والطلبة والطالبات السعوديون والجالية الإسلامية والعربية والصديقة وجميع ممثلي الدول الشقيقة والصديقة في الأممالمتحدة. كان هناك - بلاشك - جمع غفير شاركنا في فرحتنا بذكرى هذا اليوم العظيم والغالي علينا، يومنا الوطني وهذا يدل على مكانة المملكة وما تحظى به من محبة لدى كل هؤلاء. وشكر سمو الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير في ختام تصريحه ل"الرياض": كل من شاركنا هذه المناسبة العظيمة والعزيزة. من جانبه قال القنصل العام بالنيابة لخادم الحرمين الشريفين في نيويورك الأستاذ مساعد بن عبدالمحسن القناوي ل "الرياض" عن النجاح المدهش للاحتفال باليوم الوطني في أهم محفل دولي وهو الأممالمتحدة: "في هذه المناسبة العظيمة على قلوبنا جميعا نرفع اسمى آيات التهاني الى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والى مقام ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز متمنين ان يعيدها الله تعالى على وطننا الغالي وهو ينعم بدوام التقدم والازدهار والسؤدد. واضاف "لقد تميز احتفالنا و - الحمد لله - بمناسبة اليوم الوطني في الأممالمتحدة بحضور مميز وكبير كان من ابرز حضوره الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون والعديد من الشخصيات السياسية والاكاديمية والاجتماعية اضافة الى العديد من المبتعثين السعوديين على برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. الاحتفال كان مميزا بكل ما في هذه الكلمة من معنى ونسأل الله - جل وعلا - دوام التقدم للوطن العزيز". كما قال القائم بأعمال وفد المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة المستشار الاستاذ عبداللطيف بن حسين سلام ل "الرياض": أولا اتقدم برفع أسمى التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رعاهما الله - باسمي وباسم زملائي في وفد المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة في ذكرى هذا اليوم العظيم والمبارك الذي تم فيه توحيد المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز وأبنائه البررة الذين تمسكوا بسياسته الحكيمة التي أوصلت مملكتنا الى ما يليق بها من معزة ومحبة تكنها لها مختلف الشعوب. وانتم في جريدة "الرياض" شاهدتم بأنفسكم في ذكرى هذا اليوم العظيم حضور جميع المسؤولين في الأممالمتحدة وعلى رأسهم الأمين العام ومندوبو الدول ومسؤولو المنظمات الدولية. هذا الحضور إنما يؤكد على معزة دولتنا الكريمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ويدل على عمق علاقة المملكة مع جميع الدول وعلى مكانتها حيث لم تتغيب عن الحضور اي دولة شقيقة او صديقة فالكل كان حاضرا. ايضا ابناؤنا وبناتنا المبتعثون حضروا باعداد كبيرة الى مقر الأممالمتحدة زاهين فرحين بيومهم الوطني. اعضاء الجالية العربية والإسلامية في نيويورك وغيرها من الولايات حضروا مقدمين التهاني لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين متمنين لهما طول العمر وأن يحفظهما الله ذخرا للاسلام والمسلمين". من جانبه قدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أخلص التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمناسبة احتفالات المملكة باليوم الوطني واصفاً المملكة بأنها تقوم منذ فترة طويلة بمبادرات عديدة، لا بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط فحسب، بل بصدد مختلف القضايا التنموية الأخرى في العالم. وقال بان كي مون في تصريحات خاصة ل "الرياض" خلال احتفال وفد المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة وقنصلية المملكة في نيويورك: "إنني أكن أعمق الاحترام لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأقدر له قيادته في العديد من المبادرات التي طرحها". وأكد الأمين العام للأمم المتحدة ل "الرياض" أن هناك جلسة رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة ستنعقد في منتصف شهر نوفمبر القادم لبحث مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين الأديان، حيث قال: "إنني أعمل منذ بعض الوقت بصورة وثيقة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ومع وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل وإنني أهنئ المملكة العربية السعودية على طرحها لهذه المبادرة في الحوار بين الأديان. والجمعية العامة ستعقد اجتماعاً رفيع المستوى لبحث هذه المبادرة في منتصف شهر نوفمبر وهذا أمرٌ مؤكد". وأضاف بان كي مون قائلاً عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - للحوار بين الأديان: "إننا في الأممالمتحدة نعتقد أن هذه المبادرة ستساهم بصورة كبيرة في الترويج للحوار بين مختلف الأديان والثقافات العالمية، وإنني أعتقد أن هذه المبادرة ستساعد في حل الكثير من الخلافات في العالم الذي يشهد حالياً الكثير من النزاعات المختلفة". وختم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تصريحاته ل "الرياض" عن أهمية دور المملكة في معالجة الأزمات الاقتصادية والمالية التي تعصف بالعالم حالياً، فقال: "إن المملكة العربية السعودية تقدم المزيد من الإسهامات لجميع الأجندة التي تعنى بها الأممالمتحدة. نحن نواجه العديد من الأزمات حالياً سواء على الصعيد التنموي أو على صعيد الأزمات المالية العالمية، واعتقادي هو أنه ينبغي التصدي لكل هذه الأزمات بصورة جماعية، وإنني أعول على قيادة وإسهامات المملكة العربية السعودية للمساعدة في التصدي لهذه الأزمات".