@ كم مرة سمعتَ من يتحدث عن وجود مخلوقات غيرنا "تحت الأرض"!؟ @ وكم مرة سمعتَ من يدعي عيش الجن والشياطين ومردة جهنم في "سابع أرض" !؟ @ وماذا عنك أنت .. ألا تبدو لك الفكرة محتملة ومألوفة أكثر من اللازم!؟ في الحقيقة؛ هذا الاعتقاد يكاد يكون (عالمي) الهوية وينتشر من نيبال حتى كندا ومن زيمبابوي حتى فنلندا .. وبصرف النظر عن رأينا الشخصي شكلت الفكرة ذاتها محورا للعديد من أفلام وروايات الخيال العلمي - أقدمها رواية "رحلة إلى باطن الأرض" لرائد الخيال الفرنسي جول فيرن - وأحدثها فيلم "مركز الأرض" الذي احتل المركز الثالث في شباك التذاكر الأمريكية في سبتمبر الماضي! واذا أردنا عقد مقارنة بين "فرضية الأرض المجوفة" وما تقوله "النظرية الجيولوجية الحديثة" نجد ان الطرفين يتفقان على صلابة الطبقة الخارجية للكرة الارضية (التي يتراوح سمكها بين 8إلى 40كلم) ولكنهما يختلفان في تأكيد الثانية بأن باطن الأرض (ليس مجوفا) بل تشغله ثلاث طبقات ملتهبة هي: الوشاح، واللب الخارجي، واللب الداخلي ! ... ومن السيناريوهات الطريفة التي تتبناها جمعية (الأرض المجوفة) في إنتاريو بكندا قولها إن هتلر هرب مع ثلاثة من وزرائه - حين تأكدت هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية - بواسطة طائرة حملتهم نحو القطب الشمالي حيث دخلوا من هناك.. إلى جوف الأرض!! وهذه الجمعية ليست إلا واحدة من ثلاثمائة جمعية مشابهة - في أمريكا الشمالية وحدها - تتبنى فكرة قديمة تقول إن الأرض مجوفة وإن هناك مخلوقات متقدمة تعيش بداخلها. وأغلب الفرضيات تدعي وجود فتحتين رئيسيتين تخرج منهما تلك المخلوقات واحدة في القطب الشمالي والأخرى في القطب الجنوبي. والسيناريو السابق يعتمد على حقيقة ان بعض وزراء هتلر - ومنهم وزير الدعاية الشهير غوبلز - كانوا يصدقون هذه الفرضية ومن المرجح ان هتلر تبناها في سنواته الأخيرة .. ومن المعروف ان ألمانيا أرسلت العديد من البعثات إلى القطب الشمالي لأهداف علمية وعسكرية بحتة. غير ان دعاة الأرض المجوفة يقولون ان هدفها الحقيقي كان البحث عن الصدع الشمالي وطلب مساعدة الحضارات الداخلية ضد الحلفاء. وكان من أهم تلك البعثات (والتي بقيت لفترة مفقودة بعد انتهاء الحرب) بعثة أرسلها هتلر لجزيرة رجن (في شمال البلطيق) لرصد السفن البريطانية ومتابعة التقلبات المناخية في الدائرة القطبية. وكانت هذه البعثة برئاسة عالم المناخ هنز فيشر الذي كان مهتماً بتوجيه تليسكوباته باتجاه القطب (حيث الصدع الشمالي) اكثر من متابعة السفن البريطانية. فحتى خلال تلك الفترة كانت ظاهرة الأطباق الطائرة معروفة وأصبحت تلاحظ بكثرة خلال الحرب. وكانت الفرضية السائدة آنذاك أنها بعثات استكشافية ترسلها المخلوقات الداخلية للاطلاع على سير المعارك وكان فيشر يأمل بتحديد موقع خروجها من الشمال!! ... وللأمانة أقول إنه لا دليل حقيقياً على تجويف الأرض أو وجود فتحات من ذلك القبيل. وأثناء بحثي في هذا الموضوع لم أجد غير أساطير تاريخية وشهادات مختلقة واعتقادات دينية غير متفق عليها. وحين راجعت الآيات التي تتحدث عن طبيعة (الأرض) في القرآن الكريم لم أجد ما يفيد فراغها من الداخل ... وإن توقفت لبرهة أمام قوله تعالى (والأرض ذات الصدع) ..