عندما تختار أن تحيا حياة ملائمة مع قيمتك، ومعتقداتك الشخصية تأتي الحياة المستقرة والسعادة @@@ تستعمرك لحظات اغتراب داخلي قاسية في بعض الأحيان، تفصلك عن الناس، تبعدك عن الأشياء، تغريك بالانتساب إلى نفسك فقط دون غيرك.. نفسك التي طالما اعتقدت أنك بارع في معرفتها، خبير في معرفة خباياها. لم تنشغل يوماً في البحث عن الغائب داخلها، أو المجهول الذي يحوم حولها.. نفسك التي كنت تتوارى داخلها كلما رغبت في الهروب، وكنت تشعر دائماً أنك أكثر التصاقاً بها، وأكثر دراية بمعرفة تفاصيلها. كنت تحيطها بهالة من الفهم، ومفردات اللغة المفتوحة. لم تفكر يوماً في حضور كل منكما أمام الآخر. غابت أسطر الفهم، وبرزت حقيقة غالبة وهي القدرة على التواؤم مع النفس في لحظات الاحتياج حتى وإن تم ذلك دون تفكير، أو توقف. اغتربت فجأة - استضفت لحظات الغياب عن الآخرين، لامست محاور الظل البعيد، تعايشت مع هجمة وحشية للفراغ النفسي، التهمك غياب الزمن رغم حضورك سكنك زمن المتاهة بملامحه الصماء أصبح الاغتراب في أماكنك نافذتك الأولى على من حولك. دون أسباب مرئية أو محسوسة شعرت أنك مسجون داخل هذا القالب الاغترابي.. محاصراً به دون أي قدرة على كسر هذا الحصار فقدت الاتصال بمن هم خارج هذه الدائرة الاغترابية. تراجع نفسك بين لحظة وأخرى متداركاً قدرتك على التواجد والارتباط بالأحياء. ثمة أزمنة تتصفحنا قبل أن نجرؤ على تصفح أيامها. تفاجئنا بالحضور قبل أن نطرق أبوابها. نفقد معها القدرة على تلمس أبواب الشمس أو القبض على عناصر محرّكة للحياة تغلبنا تلك الأزمنة المفعمة بصفحات الاغتراب ورائحة الورق والحروف التي تصعب قراءاتها هي حكاية من حكايات الرواة وصفحة من صفحات الحياة التي لم تكسل أو يداهمها الملل عند كل حضور هي حكاية من حكايات اغترابنا اليومية التي ولدت تحت شمس كل الصور والأشياء واندلقت كالحزن عندما يتدفق بين الأنامل ويغمرنا كمشاغل الحياة