تشعر بألفة نادرة أحياناً مع الحياة. الحياة التي اوصدت أبوابها أياماً عديدة وليس يوماً واحداً. التي بدت لمن اأمنها كإنسان قُدّ من صخر. اصطدم بها عشاقها. وهرب منها من اعتادوا الحيرة في طرقاتها. تحدى هؤلاء العشاق تفاصيلها الدقيقة. ودخلوا بين زوار بيتها هبطوا عليها دون سابق إنذار، ودون معدات، ودون استعداد. اشتاقوا إليها رغم آلامها. ومسافة الفراغ الذي احتضنهم ذات يوم داخلها. لم يبحثوا عن الإجابات للأسئلة التي طرحتها عليهم ذات يوم أيضاً. تلك فترة مضت وعبرت. كانت تنهمر الأسئلة منها. وتغيب الإجابات منهم. لم تطالبهم بالرحيل، ولم يرحلوا هم. فماذا يعني أن تحتار في سؤال مطروح عليك. ولا تعرف، ولا تفكر حتى في معرفته وتتناغم مع مرارة بلادة الهروب من إجابته من حولك يتعجلونك بالإجابة وأنت تفرمنها كفرار الحبيب من الهجر .................. ألفة نادرة مع الحياة تدفعك للتفكير بصوت عال حتى وإن لم تكن منسجماً مع نفسك أو متعايشاً مع احتراقات من حولك أتت تدمن التعايش مع الحياة بلا صور، أو ملامح، أو مساء غرامي أو حُلم ممتد إلى ما لا نهاية تشعر وأنت تطأ بقدميك أرضها بأنها أرض بلا إشعالات أو ضجر، أو ملل، أو عذاب، أو وجع، أو سقوط تمد يدك دائماً حتى وإن لم تكن هناك أيد تتآلف مع فراغ صورة، وصدى اللاشيء تعشق الحياة، وتجعل هذا العشق ينفذ إلى روحك ويخترق جنباتك وترحل معه كل لحظة بحلم البقاء والاستكانة .................. من حولك يكررون دائماً أن مخلفات آلام الحياة تذبح من الوريد إلى الوريد وتغتال من العصب الداخلي إلى آخر عصب خارجي لم تعتدْ أن تقتنص لحظة تفكيرية تعتاش معها وحيداً تقتات من مفردات عالقة في رمزيتها وحكايات تعرّض الزمن لصعوبة أكثر مما هو فيها وتفتت خباياه وتفتح صفحات جنونه في ساعاتك الحرجة التي تصل فيها أو تقترب من زمنك الذي أدمنته. .................. ما أجمل لحظتك رغم حيرة إحساس من حولك بها وما أروعها وأوضحها رغم كم الأسئلة الهائلة المطروحة دون إجابات لك ما تريد أيها الإنسان الضّاج بأحلامه رغم غيابها