صدم الوسط الطبي امس بوفاة الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العريفي ( 48عاما) احد ابرز الاستشاريين السعوديين المختصين في تشخيص وعلاج الغدد الصماء بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض. وكان الفقيد قد تعرض لحالة طبية مفاجئة صباح امس نقل على اثرها من منزله في حي السفارات إلى مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض بصورة عاجلة فارق الحياة بعدها بساعات قليلة وقد صلي عليه بعد صلاة العصر امس بمسجد الملك خالد بام الحمام. وأدى عدد كبير من زملاء الفقيد واصدقائه الصلاة عليه ومن ثم تشييعه إلى مقبرة ام الحمام التي غصت بتواجدهم وسط حزن شديد على طبيب قدم من خلال مسيرة عمله التي امتدت نحو ال 20عاماً تقريبا خدمات جليلة للوطن والمرضى والمراجعين لعيادته الطبية المتخصصة في امراض واضطرابات الغدد الصماء بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض. ووصف أحد الاطباء الذي تواجد بالمقبرة امس رحيل زميله أبو كريم بانه مؤثر وخسارة كبيرة للوطن وقال: ان الفقيد تعين طبيبا مقيما في بداية التسعينات الميلادية وابتعث لكندا ليعود استشارياً متخصصا في الغدد الصماء اذ لم يقتصر اداؤه على تشخيص وعلاج امراض الغدد الصماء بل تجاوز إلى ان اصبح باحثا وناشطا في هذا التخصص حيث شارك في تاليف كتاب في امريكا كان يحكي حول الامراض المتعلقة بالغدد النخامية. وقال الدكتور عبدالرحمن الراجحي نائب المدير التنفيذي للشؤون الاكاديمية والتدريب بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض ان الفقيد تخرج من جامعة ماجيل الكندية وتقلد مسؤوليات كبيرة خلال عمله بالمستشفى التخصصي فقد كان رئيسا لشعبة الغدد الصماء ورئيسا للجنة الدواء كما رأس قسم التعليم المستمر لمدة خمس سنوات تقريباً واستطاع أن يساهم في أن يحصل القسم على شهادة و إعتراف من الأكاديمية الأمريكية للتعليم الطبي المستمر وهي هيئة عالمية مرموقة . واعتبر الراجحي الفقيد مرجعاً في امراض الغدد الصماء ومن المتخصصين النوادر وقال: "كان رحمه الله مليئا بالنشاط والحماس في كل امر يسند اليه وكان حريصاً على خدمة المرضى من خلال عيادته الاسبوعية او لمراجعي العيادات الخارجية او اثناء المناوبات او مروره على المنومين في اقسام التنويم". من جهته ذكر المنسق الاعلامي بالمستشفى التخصصي حمود العتيبي ان رحيل الفقيد يعد خسارة على المستوى المهني والشخصي وقال : "لقد كان كان صديقاً وزميلاً في الوقت ذاته وعملنا سويا من خلال المؤتمرات والندوات الطبية وكان مثالا للتفاني والاخلاص مع المرونة العالية بالعمل وكان رحمة الله يحرص دائما على الاتقان في تمثيل وتنفيذ النشاطات الاكاديمية عبر نواحيها المختلفة". وزاد: "على المستوى الشخصي كان يحمل الروح المرحة مع جميع زملائه ويكن للجميع المحبة، ولذا فهو صديق واخ وزميل يندر ان يتكرر وعزائي لاسرته واطفاله خاصة سائلا الله أن يسكنه فسيح جناته". وتحدث الدكتور فهد بن عبدالعزيز الربيعة استشاري الامراض المعدية واحد زملاء الفقيد بالمستشفى وقال ان رحيل الدكتور عبدالله العريفي امس كان مفاجئاً لنا جميعاً وبمثابة الصدمه فهو اخ عزيز اتسم بالاخلاق العالية والروح الجميلة المرحة وبرحيله خسر المستشفى احد ابرز كوادره الطبية المميزة نظراً لما تميز به رحمه الله من كفاءة علمية ليست بالسهلة ولذا نشر له العديد من الابحاث في مجلات علمية عالمية محكمة وكان محبوبا لدى جميع مرضاه ومراجعيه. واضاف : "تولى الفقيد رئاسة العديد من اللجان العلمية والأكاديمية منها على سبيل المثال لجنة زمالة الطب ولجنة المجموعة المشتركة للممارسة الطبية ولجنة تنظيم الندوات العلمية والمؤتمرات التي يعقدها المستشفى" الجدير بالذكر ان الفقيد عبدالله العريفي ولد في 1يناير 1959بمحافظة القويعية وهو متزوج واب لثلاث اطفال كريم وسامي ومشعل، والتحق بمستشفى الملك فيصل التخصصي كاستشاري غدد صماء عام 1994م. وشارك بعدد كبير من الأوراق العلمية التي شارك بها في العديد من المؤتمرات العلمية وكمتحدث زائر لمؤتمرات محلية وإقليمية ودولية.