قبيل انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري على المستوى القومي الذي انعقد في أوائل الشهر الماضي - سبتمبر - كان فريقاً من المستشارين للسناتور ماكين يتحدث بشكل مكثف عن شخصية من الحزب لتكون في هذا المنصب الهام والحساس ويبدو بأن ذلك الفريق من المستشارين وجد بأن عدم اختيار السيناتور باراك أوباما للسيدة هيلاري كلينتون منافسته الشديدة في الانتخابات الأولية لمنصب نائب الرئيس جعلهم يبحثون عن سيدة في الحزب الجمهوري لديها نفس توجهات الحزب اليميني المتشددة وبسرية تامة وبعيداً عن وسائل الإعلام تم اختيار السيدة/ سارة بالين حاكمة ولاية ألاسكا لهذا المنصب.. طبعاً جاء ذلك القرار المهم في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية عقب ما أعلن عنه في وسائل الإعلام الأمريكية بأنه في انتخابات الرئاسة لعام 2004م بين الرئيس جورج بوش والسناتور جون كيري كانت نسبة تصويت السيدات الأمريكيات عالية جداً.. لذلك وجود سيدة مثل سارة بالين في حملة جون ماكين للانتخابات الرئاسية الحالية تساهم بشكل كبير في تعزيز موقف الحزب الجمهوري ومحاولة بقائه في البيت الأبيض لمدة 4سنوات قادمة. الإعلام الأمريكي ورجل الشارع الأمريكي انبهرا بالسيدة سارة بالين البالغة من العمر 44عاماً والأم لخمسة أطفال أحدهم مصاب بمرض التوحد خلال إلقاء كلمتها في المؤتمر القومي للحزب الجمهوري.. إلا أن كبار المستشارين في حملة ماكين يعلمون بأنه ليس لها أي خبرة تذكر في مجال العلاقات الدولية.. فخبرتها محدودة فقط في النفط وحاكم ولاية الاسكا.. فخبرتها بالعالم وأحداثه بسيطة جداً لدرجة انها لم تحصل على جواز سفر إلا في عام 2006م؟! لذلك نجد بأن رجال حملة ماكين حرصوا كل الحرص على عدم اعطاء الفرصة للصحافة ورجال الإعلام بأخذ تصاريح صحفية أو مقابلات من قبل شخص مسبق وكانت لها أول مقابلة تلفزيونية مع شبكة تلفزيون ABC مع كبير المذيعين شارلز غبسون والذي حاول عدم إحراج حاكمة الاسكا بأسئلة سياسية صعبة ومع ذلك كانت لها بعض الهفوات البسيطة.. وخلال انعقاد الجمعية السعودية للأمم المتحدة رأى مسؤولو الحملة السياسية للسناتور ماكين وبلين بأن تقوم بزيارة إلى نيويورك وإجراء عدد من اللقاءات مع عدد من الزعماء في العالم منهم الرئيس العراقي والرئيس الأفغاني ورئيس باكستان الجديد والفرنسي. خلال تلك المقابلات لم يسمح للصحفيين بسؤال السيدة بالين عما دار في تلك اللقاءات واكتفت فقط بآخر الصور التذكارية.. الأمر الذي أغضب الصحافة من ذلك التصرف من قبل المسؤولين عن حملة ماكين - بالين.. وطبعاً خلال تواجدها في نيويورك قامت بلقاء عراب السياسة الخارجية للحزب الجمهوري الدكتور هنري كسنجر الذي يبدو بأنه قام بإعطاء درس في العلاقات الدولية للسيدة بالين. وعقب المناظرة التلفزيونية الوحيدة مع مرشح الحزب الديمقراطي السناتور جون بايدن أجابت السيدة بالين على جميع الأسئلة السياسية وان كانت أخطأت في اسم الجنرال الأمريكي المسؤول عن الجيش الأمريكي في أفغانستان إلا انها كانت معدة إعداد جيد لتلك المناظرة والتي اكدت جميع استطلاعات الرأي العام تفوق السناتور جون بايدن بنسبة عالية على السيدة سارة بالين. السؤال الذي يتناوله بعض المفكرين هو ان السناتور جون ماكين يبلغ من العمر 72عاماً وهو مصاب أربع مرات بسرطان الجلد.. في حين أن السيدة سارا بالين تبلغ من العمر 44سنة فهناك فارق شاسع في العمر بين الاثنين بالاضافة إلى انه في حالة وفاة السناتور ماكين.. بعد فوزه برئاسة الولاياتالمتحدة، هذا بقي مباشرة بأن السيدة بالين ستكون أول رئيسة للولايات المتحدة كونها تحمل منصب نائب الرئيس.. لذلك يتساءل الكثير هل يمكن لحاكمة ولاية الاسكا بأن تكون أول رئيسة للولايات المتحدة والقائدة العامة للجيش هذا التساؤل مطروح وعلى جميع فئات المجتمع الأمريكي. لذلك نجد بأن هناك طرحاً افتراضياً يقول بأنه عقب فوز السناتور ماكين في الانتخابات سيقوم بعزل السيدة بالين .. وبذلك يستطيع ان يعين أحد أعضاء الحزب في منصب نائب الرئيس وبذلك يجنب افتراضية وصول السيدة بالين إلى المكتب البيضاوي في حالة حدوث أمر له هذه افتراضيات مطروحة لدى البعض من الكتّاب وأساتذة الجامعات الأمريكية.. يظل السؤال هل سيقبل ماكين سارة بالين بعد ضمان فوزه ودخوله البيض الأبيض كرئيس للولايات المتحدة؟