سخرت مصادر سورية مطلعة من قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية المحابي لإسرائيل وطالبت بضرورة إلزام تل أبيب بفتح منشآتها النووية أمام مفتشي الوكالة الذرية مؤكدة في الوقت نفسه على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أقرت قرارا امتنعت الدول العربية عن التصويت كونه يحابي إسرائيل ولا يلزمها بالتوقيع على معاهدة تفتيش المنشآت النووية. وحذر غالب عنيز عضو مجلس الشعب في سورية من الترسانة النووية الإسرائيلية منتقدا في الوقت نفسه معارضة الولاياتالمتحدة والغرب إخضاع إسرائيل لقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإفشالهم كل المحاولات في سبيل ذلك. وقال عضو مجلس الشعب السوري في تصريحات صحفية إن الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة تضغط دائما على إفشال اي مشروع قرار في أي مؤسسة دولية يطالب بوقف النشاط النووي الإسرائيلي الذي تجاوز كل الحدود، حيث تملك إسرائيل أكثر من 200رأس نووي، ما يشكل خطراً محدقاً على المنطقة برمتها. وأضاف "الغرب وللأسف يسعى إلى احتواء اي بلد لا يسير في فلكه ويريد أن يحصل على التقنية النووية ويستفيد منها سلمياً" وذلك حفاظاً على امن إسرائيل، بينما تهدد الترسانة النووية الإسرائيلية امن واستقرار المنطقة ودولها كلها. وحول الاتهامات الإسرائيلية والأميركية لسورية بإخفائها برنامجاً نووياً سرياً قال عنيز: ان سوريا نفت بشدة تلك الاتهامات كما أنها سمحت لمفتشي الوكالة الدولية بزيارة الموقع الذي ادعت إسرائيل أنه نووي، الأمر الذي اثبت كذب كل المزاعم الأميركية والإسرائيلية، مشيرا إلى أن أميركا والدول الغربية وإسرائيل تسعى إلى بث مثل هذه الأكاذيب والاتهامات الجاهزة ضد اي بلد يقاوم السياسة الأمريكية ومشاريعها في المنطقة. ونفى عنيز وجود اي نية لدى سوريا للتنصل من تعهداتها الدولية إزاء عضويتها في معاهدة الحد من الانتشار النووي، وأكد أن بلاده تدعو إلى منع هذا النوع من التسليح الذي تطوره إسرائيل باستمرار بدعم من الغرب، معتبرا ان الاتهامات النووية الإسرائيلية والأميركية لسوريا هي من اجل الضغط والابتزاز في ملفات أخرى ومنها محادثات التسوية وإبعاد دمشق عن قوى المقاومة ومحور الممانعة في المنطقة. وان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال في وقت سابق إن مذكرة التفاهم تنص على أن سوريا لن تسمح بزيارة ثانية لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للموقع (الكبر) ولن تستجيب لأي مطلب آخر للوكالة ما لم تتلق سوريا نتائج تحليل العينات البيئية التي أخذها المفتشون من الموقع. وأكد النائب السوري أن قوة إسرائيل العسكرية مهما بلغت من العدة والعتاد مهزومة على ارض المعركة سلفا، لأنها ذات أهداف توسعية على حساب حقوق الآخرين المشروعة، الأمر الذي سيلقى بكل تأكيد مقاومة من قبل دول المنطقة وقواها . وحول سحب سوريا ترشحها لعضوية مجلس حكام الوكالة الدولية، قال عنيز: إن سوريا انسحبت بعد دراسة الموقف في أروقة الوكالة الدولية، وأشار الى ان إيران كانت قد انسحبت قبل ذلك لمصلحة سوريا التي انسحبت هي الأخرى لمنع مزيد من التشرذم في موقف المجموعة العربية والإسلامية والإفريقية في الوكالة الدولية، نافيا خضوع دمشق لأي ضغوط بهدف الانسحاب من الترشح.