قالت وزارة التجارة والصناعة انها أخضعت منتجات الأغذية المحتوية على "الحليب الصيني" للفحص المخبري للتأكد من خلوها من مادة الميلامين. وأكدت "التجارة" بعد 3أسابيع من نشوء أزمة الميلامين السام الذي تصاعدت فضيحته نحو التطور والتصعيد، انه على ضوء نتائج الفحص المخبري ستتخذ الوزارة كافة الإجراءات اللازمة حيال تلك المنتجات. ونفت الفسح لأي حليب أطفال وارد من الصين، لكنها قالت انها ستسحب ما قد يكون في أسواق المملكة من أغذية الأطفال الحليبية الواردة من الصين. ويأتي هذا الإيضاح بعد أن تصاعدت أزمة حليب الأطفال الملوث بالميلامين السام عالميا، في وقت حذر فيه خبراء سعوديون في التغذية والصحة العامة من تفاقم الأزمة داخل البلاد، وطالبوا بتدارك الوضع، بعد أن ألمحوا إلى تداول أغذية تحتوي ضمن مكوناتها على الحليب الصيني في الأسواق السعودية، متخوفين في نفس الوقت من تلوث تلك المنتجات بالميلامين. وكانت الصين قد سجلت أول حالة وفاة في الثاني عشر من سبتمبر الماضي أي قبل نحو 3أسابيع، وأكدت في حينه أن عدد المصابين بين الأطفال الرضع جراء تناول الحليب الملوث بلغ نحو 6200حالة، فيما توفي أربعة منهم بالإضافة إلى تلقي قرابة 40ألف طفل ورضيع العلاج في العيادات الخارجية والمراكز الطبية، لتناولهم الحليب الملوث. وقالت وزارة التجارة والصناعة على لسان مصدر مسؤول لم تسمه: انه في إطار متابعة ما يصدر عن الهيئات المتخصصة وما ينشر عبر شبكة المعلومات الدولية( الانترنت)، وبناء على ما أعلنته وكالة الأنباء الصينية من معلومات مفادها تلوث منتجات مسحوق حليب الأطفال الذي تنتجه عدة شركات صينية بالمادة الكيميائية ميلامين: Melamine المسببة للفشل الكلوي للأطفال، حيث سجلت أربع حالات وفاة لأطفال بالصين حتى الآن نتيجة تناولهم لتلك المنتجات، وكذلك ظهور الآلاف من حالات حصى الكلى لدى الأطفال؛ بادرت الوزارة باتخاذ عدة خطوات من بينها تعميد جميع مختبرات مراقبة الجودة النوعية بالبحث في سجلات الإرساليات الواردة إليهم من حليب وأغذية الأطفال، وتوجيه المختصين نحو تحري الدقة وتدقيق الفحص المخبري في المنتجات المشار إليها. وأضاف: وردت إفادة مختبرات مراقبة الجودة النوعية من خلال البحث بسجلات الإرساليات الواردة لهم بأنه لم يتم فسح أي حليب للأطفال وارد من الصين أو ذي منشأ صيني. ولفت النظر إلى أنه بناءً على التوجيهات السامية القاضية بوجوب الحرص واليقظة والجدية والإحساس الكامل بالمسئولية واتخاذ الإجراءات الاحترازية الوقائية لمنع تسرب أي شيء من المنتجات المشكوك في سلامتها والتي تهدد مخاطرها صحة الإنسان، فقد تم التعميم على جميع مختبرات مراقبة الجودة النوعية بتوجية المختصين نحو تحري الدقة، وتدقيق الفحص المخبري للإرساليات الواردة، والتأكد من بلد المنشأ وصحة الوثائق والمستندات المصاحبة لها. ووفقا لوزارة التجارة والصناعة فإنه تقرر عدم فسح منتجات أغذية الأطفال الحليبية والحليب بشكل عام الواردة من الصين، وعدم فسح أي منتج من منتجات الشركات الصينية المعلن عن تلوث منتجاتها بالميلامين، وإخضاع جميع منتجات الأغذية الصينية المحتوية ضمن مكوناتها على الحليب ومشتقاته للفحص المخبري بالتنسيق مع الهيئة العامة للغذاء والدواء للتأكد من خلوه من مادة الميلامين، والرفع للوزارة عن أي حالة شك أو اشتباه تجاه أي إرسالية، إلى جانب تعميد الإدارة العامة لمكافحة الغش التجاري وفروع الوزارة بسحب ما قد يكون في أسواق المملكة من أغذية الأطفال الحليبية والحليب بشكل عام الواردة من الصين، وتعميد الإدارة العامة لمكافحة الغش التجاري وفروع الوزارة بالتحفظ على جميع منتجات الأغذية الصينية المحتوية ضمن مكوناتها على الحليب ومشتقاته وسحب عينات مماثلة لها وإحالتها للفحص المخبري بالتنسيق مع الهيئة العامة للغذاء والدواء للتأكد من خلوها من مادة الميلامين وعلى ضوء نتائج الفحص يتم اتخاذ اللازم حيالها. وبين المصدر أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع الهيئة العامة للغذاء والدواء في متابعة هذا الموضوع، مشيرا إلى أن الوزارة تأمل من جميع المستوردين التعاون التام مع الوزارة في التحقق من جودة وسلامة ما يستوردونه ومطابقته للمواصفات القياسية المعتمدة والنص على ذلك في خطابات الاعتماد حفاظا على حقوقهم، والمبادرة إلى إبلاغ الوزارة في حينه عن أي منتجات مشكوك في جودتها وتغليب مقتضيات المصلحة العامة وعدم الاعتماد المطلق على ما تبديه الشركات الصانعة من مبررات وما تقدمه من تأكيدات حول جودة وسلامة منتجاتها والتسليم بذلك.